من طرف صبايا الأربعاء يناير 14, 2015 7:54 pm
بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مكتبة فقه اللغة العربية
خلق الإنسان
الظهر والجنبان والصدر
● [ ثم الظهر ] ●
وتسمي العرب الظهر المطى مقصور. يقال ما له قطع الله مطاه أي ظهره. فموصله في العنق الكاهل. وهو الكتد، والصلب عظم من لدن الكاهل إلى عجب الذنب. وفي الصلب الفقار والواحدة فقارة وفقرة وهي ما بين كل مفصلين. والدأي فقار الظهر والعنق والواحدة دأيةٌ. وهي الطبق والواحدة طبقة وكل فقرة طبقة. والقرى الظهر. والقردودة أعلى الظهر وهي من كل دأية القرى. والصلوان الفجوتان اللتان تبتدان أصل الذنب بينه وبين الجاعرتين والواحد صلاً منقوص قال النابغة:
على صلويهِ مرهفاتٌ كأنها * قوارم ريشٍ بز عنهن منكبُ
وفي الصلب السناسن وهي رؤوس الفقار التي تشخص منها ويكون من الدواب طول كل واحدةٍ أصبعان أو نحو ذلك، قال رؤبة:
ينقعن بالعذب مشاشَ السنسن
وفي الصلب النخاع وهو الذي يأخذ من الهامة ثم ينقادُ في فقار الصلب حتى يبلغ عجب الذنب، قال الشاعر:
إذا اعتركا على زادٍ قليلٍ * تولى الليث منفصد النخاع
ويقال للذابح إذا قطع النخاع قد فرس الدابة ونخعها. فإن دق الأسد عنقه ففصل الفقرتين قيل قد فرسه ومن ثم قيل للأسد إنه لفراس الأقران، قال الشاعر:
فافترشت هضبة عزٍ أتلعـا * فولدت فراس أسدٍ أشجعا
ويقال للرجل إذا زالت فقرتان من عنقه أخذته الفرسة، والمتن عقف الظهر، والسلائل والواحدة سليلة وهي لحم المتن، والملحاء لحم ما انحدر عن الكاهل من الصلب، وفي الصلب الوتين وهو عرقٌ أبيض غليظ كأنه قصبة، قال ونغض الكتف حيث تجيء فروع الكتف وتذهب يقال طعنه على نغض كتفه. وفي الصلب الأبهر وهو عرق في الصلب، وفي الصلب الأبيض وهو عرقٌ، قال الراجز:
كأنما يوجع عرقي أبيضه
وفي الظهر القعس وهو دخول الظهر وخروج البطن، وفيه الحدب وهو خروج الظهر ودخول البطن، قال أبو الأسود الدؤلي:
وإن حدبوا فاقعس وإن هم تقاعسوا * لينتزعوا ما خلف ظهرك فاحدب
وفي الظهر البزخ يقال رجل أبزخ وامرأة بزخاء وهو أن يدخل البطن وتخرج الثنة وما يليها، قال الراجز:
يمشي من البطنة مشي الأبزخ
وفي الظهر البزا وهو أن يتأخر العجز فيخرج يقال رجل أبزى وامرأة بزواء، ويقال للمرأة إذا حركت عجيزتها لتعظم قد تبازت، وإذا دخل الصلب في الجوف قيل رجلٌ أفز وامرأةٌ فزراء، ويقال فزر ظهره يفزر فزراً، وإذا كان عوجٌ في أحد شقيه قيل به جنف شديد وقد جنف يجنف جنفا ورجل أجنف وامرأة جنفاء، وإذا دخل وسط ظهره قيل ببه فطأ شديدٌ ورجل أفطأ وامرأة فطاء ويقال قد فطأت ظهر دابتك إذا حملت عليها فأثقلتها حتى يدخل ظهرها، ويقال ضربه على خلقاء متنه وعلى ملساء متنه وعلى مليساء متنه كل ذلك حيث استوى المتن وتزلق.
● [ ثم الجنبان ] ●
وهما الملاطان يقال لأوجعن ملاطيك أي جنبيك، وهما الدفان. والكشحان. والقربان. والواحد كشح وقرب والجماع الكشوح والأقرب، وفي الجنب الفريصتان وهما المضيغتان اللتان فيما بين مرجع الكتف إلى الثدي إذا فزع الإنسان أو الدابة أرعدتا منه يقال جاء فلان ترعد فرائصه والواحدة فريصة. والقصيري وبعضهم يقول القصرى وهي مختلف فيها فبعض العرب يجعلها الضلع القصيرة التي تلي الترقوة وبعضهم يجعلها الضلوع مما يلي الطفطفة، قال أوس:
مُعاودُ قتل الهاديات شواؤه * من اللحم قُصرى رخصةٌ وطفاطف
جعلها في هذا الموضع الضلع التي تلي الطفطفة، وفي الجنب الحصير وهو الذي إذا رأيت الرجل يعمل رأيت له إطاراً بين الشاكلة وبين الجنب، قال الشاعر:
كأنَّ سفينةً طيت حديثاً * مقطا زورِهِ حتى الحصيرِ
والقرب والكشح والحشى والصقل والإطل والخصر واحد. وبعض العرب يقول أيطلٌ وبعضهم يقول إطلٌ مثل إبل وبعضهم يقول إطل مثل رطل كل هذا واحدٌ وهو منقطع الأضلاع إلى الحجبة، والجفرة من الإنسان والدابة ما جمع بطنه وجنباه يقال إن فلانا لعظيم الجفرة، ومن ثم يقال إذا كان عظيم الوسط إنه لمجفر، وبعض العرب يقول للجفرة الثجرة وهما لغتان، والشاكلة الخاصرة وهي طفطفة الجنب التي تتصل بأطراف الأضلاع، وإن كانت في غير ذلك الموضع فهو طفطفة يقال للرجل إذا كان سميناً فهزل ما بقي منه إلا طفاطف، قال الشاعر:
والماء منحدرٌ على اكتافها * وعلى شواكلهن والأطلاء
وقال امرؤ القيس:
وكشحٍ لطيفٍ كالجديل مخصرٍ * وساقٍ كأنبوب السقي المذللِ
وقال آخر:
إذا هي قامت تقشعر شواتها * وتشرف بين الليت منها إلى الصقل
وقال امرؤ القيس:
له أيطلا ظبي وساقا نعامةٍ * وإرخاء سرحانٍ وتقريبُ تتفُلِ
يصف فرساً مضمراً في أنفهِ في أنف الربيع وأنف كل شيءٍ أوله، ويروى له إطلا ظبي، وقال أيضاً:
قد غدا يحملني في أنفهِ * لاحقُ الإطلينِ محبوكٌ ممر
وقال آخر:
لُقاً أياطلهنَّ قد * عالجن إسفاراً وإنيا
وقال امرؤ القيس:
أقرَّ حشى امرئ القيس بن حجر * بنو تيمٍ مصابيحُ الظلام
وقال رؤبة:
لواحق الأقـراب فيها كالمقق * تكادُ أيديهن تهوي في الزهق
والمأنة شحمة باطن الطفطفة والجمع المؤون. قال الشاعر:
يشبهن السفينَ وهنَّ بُختٌ * عراضاتُ الأباهرِ والمؤون
● [ ثم الصدر ] ●
وفي الصدر النحر وهو موضع القلادة، وفيه اللبة وهو موضع المنحر، قال الراجز:
يفجر اللباتِ بالأنباط * شكاً يشك خلل الآباط
وقال زهير:
تنازعها المها شبها ودرر النحورِ * وشاكهت فيه الظباءُ
فأما ما فويق العقد منها * فمن أدماء مرتعها الخلاءُ
والثغرة ثغرة النحر وهي الهزمة التي بين الترقوتين، قال العجاج:
ينشطهن في كلى الخصورِ * طوراً وطوراً ثغـر النحـورِ
وقال آخر:
كأن الثريا فوقَ ثُغرةِ نحرها * توقد في الظلماء أيَّ تَوَقُّدِ
وفيه الترائب والواحدة تربية وهي الضلعان اللتان تليان الترقوتين، وفي الصدر الترقوتان وهما العظمان المشرفان في أعلى الصدر وباطنهما الهواء الذي في الجوف يقال لهما القلتان، وهما الحاقنتان والذاقنتان وهما الذقن وما تحته، وإذا انكسرت الترقوة أو عظمٌ من العظام فجبر على عقدٍ قيل قد جبر عظم فلانٍ على أجرٍ وجبرت عظامه على أجورٍ ويقالُ جبر العظم إذا التحم، ويقال جبر إذا عُولج، قال العجاج:
قد جَبَرَ الدينَ الإلهُ فَجَبَر * وعوَّرَ الرحمنُ من وَلَّى العَوَر
وإذا جبر أيضاً على عقدةٍ قيل قد عثم يعثم عثما وجبر العظم على عثمٍ، وكل عظم أجوف فيه مخٌّ فهو قصبةٌ ونقي يقال إنه لطويل الأنقاء وقصيرُ الأنقاء، قال رؤبة:
في سلبِ الأنقاء غير شختِ
وقال العجاج:
تمشي كمشي الوحلِ المبهـورِ * على خبندى قصبٍ ممكُورِ
وكل عظمٍ لا يكسر ولا يخلط به غيره فهو جدلٌ، وهو كسرٌ، وهو وصل، ويقال رجل عظيم الأوصال وصغير الأوصال، ويقال ضربه فاختلف وصلاه إذا قطعه باثنين، والصدر ما احتزم به يقال له الحيزوم والجوشوش، قال رؤبة:
حتَّى تركن أعظم الجؤشوشِ
ويقال للرجل اشدد حيازيمك لهذا الأمر أي وطن نفسك عليه، ويقال شد حيازيم راحلته، قال حميد بن ثور:
إن الخليع ورهطهُ من عامرٍ * كالقلبِ ألببس جؤجوءاً وحزيما
والبرك وسط الصدر، قال كان أهل الكوفة يلقبون زياداً أشعر بركاً، والكلكل باطن الزور، وقال آخر:
لو أنها لاقت غلاماً ضابطاً * ألقى عليها كلكلاً علابطا
العلابط الضخم الشديد، والزور الصدر، وهو الجؤجؤ ومقدمه فيه الجوانح وهي الضلوع الصغار التي تلي الفؤاد والواحدة جانحة، قال جرير:
تبكي على زيدٍ ولم تر مثله * برياً من الحمى سليمَ الجوانحِ
ويقال للرجل لله قلبٌ بين جوانحه، وفي الصدر الجناجن والواحد جنجن وهي العظام التي إذا هزل الإنسان تدو منه، ويكون لملتقى كل عظمين منه حيدٌ وذلك ما أشرف من عظام الصدر، قال الأسعر ابن مالك الجعفي:
لكن قعيدةُ بيتنا مجفوةٌ * بادٍ جناجن صدرها ولها غنى
وقال العجاج:
في جبل صتمٍ إذا ما اصلخمما * يَفُلُّ حيداهُ الرؤوس الصُّدَّما
وفي الصدر الرهاةُ وهي العظم الرقيق المشرف على رأس المعدة كأنه غرضوفٌ، وفي الصدر الشراسيف وهي مقاط أطراف الأضلاع التي تشرف على البطن والواحد منها شرسوف، قال الشاعر:
كأن مقطَّ شراسيفه * إلى طرفِ القُنبِ فالمنقَبِ
وفي الصدر الثديان، وفيهما الحلمتان وبعض العرب يقول لهما القرادان يقال للرجل إنه لحسن قراد الصدر وقبيح قراد الصدر، قال ابن ميادة يمدح بعض الخلفاء:
كأن قرادي زوره طببعتهما * بطينٍ من الجولان كُتاُ أعجما
ويقال للمرأة إذا كانت عظيمة الثدي وطبباء. فإذا طالا واسترخيا قيل ذات طرطبين، والعصبتان اللتان تحت الثديين يقال لهما الرغثاوان والواحدة رغثاءُ ممدودة غير مجراة. والشندؤة مهموزة وجماعها الثنادي وهي مغرز الثديين وما حولهما من لحم الصدر، والفريصة من الرجال المضيغة بين الثدي ومرجع الكتف، قال أمرؤ القيس:
فرماها في فرائصها * بإزاء الحوض أو عقره
والعقر أصل الحوض والعقر أصل الدار، وفي الصدر القص ويقال له القصص أيضاً وهو وسط الصدر، ومثل تقوله العرب هو ألزم لك من شعرات قصك، قال العجاج:
وكنت والله العلى الأمجد * أذنيك من قصي ولما تفقد
والجنف أن يكون أحد شقي زوره داخلاً منهضماً والآخر معتدلاً، والمسربة الشعر الذي على الصدر إلى السرة إذا كان مستطيلاً. قال الحارث بن وعلة:
الآن لما اببيض مسربتي * وعضضت من نابيب على جذم
جذم الشيء أصله، ويقال للرجل إذا كان في صدره عوج إنه لأزور بيبن الزور. ويقال للعقاب والشاهين وكل سبعٍ من الطير إذا أكل وارتفعت حوصلته قد زور تزويراً، قال العجاج:
همي ومضبور القرى مهري * حابي ضلوع الزورِ دوسري
وقال آخر:
جنفت له جنفاً وحذر شرَّها * زوراءُ منه وهو منها أزورُ
كتاب خلق الإنسان
تأليف الأصمعي
منتدى نافذة ثقافية - البوابة