بّسم الله الرّحمن الرّحيم مكتبة الثقافة الأدبية كشف الأسرار في حكم الطيور والأزهار إشارات الأزهار ● [ إشارة الأقحوان ] ●
فنادى على نفسه الأقحوان، وهو بما كسى من النضارة فرحان، وقال: قد آن ظهورى، وحان سرورى، واعتدل فصل وجودى، وطاب في الحضرة شهودى، وكيف لا يطيب وقتى، وهذه الأنهار تجرى من تحتى، وكيف لا أؤدى بالشكر زكاه حولي، وقد تم لي نصابي من حولى، وما ذاك من قوتى ولا حولى، فبياضى هو العلم المعلم، واصفرارى هو السقم المبرم، واختلاف ألوانى هو المتشابه المحكم، فإن كنت للرموز تفهم، فقم إلى تغنم وإلا فنم، وإن كنت لا تدري ما تم فحقيق أن يقام عليك مأتم، وفي ذلك أقول: إِذَا لم تُدْرِكِ المَعْنى وَتَدْرِى . خَفَايَا مَا أَقُولُ فَلاَ تَلُمْنى نَصَحْتُكَ مُشْفِقاً بِلِسَانِ حَالى . وَمَا يُنْبِئُكَ شَرْحُ الحَالِ عَنّى أَمَا يَكْفِيكَ حَوْلِى كلَّ حَوْلٍ . وَمَا نَالَتْهُ أَيْدى الدَّهْر منّى فَكَمْ وَافَيْتَنِى فى جَمعِ شَمْلٍ . زَمَاناً ثمَّ جِئْتَ وَلَمْ تَجدنى حمامُ الأَيْك يُسْعِدُنِى إذَا ما . شَكَوْتُ إليهِ مَا أَلْقَى يُجبْنِى يَنُوحُ علىَّ من عَلِمَ بأنِّى . ملقِّى للفناءِ بِكُلِّ فنِّ وَأَنْتَ تظنّهُ لَعِباً وَلَهْواً . فَتَمْرَحُ بَيْنَ عِيدَانِى وَغُصْنِى حقيقاً أنْ يُنَاحَ عَلَيْكَ إِذَا لَمْ . تُفرِّقْ بَيْنَ أَفْرَاحِى وَحُزْنِى
كشف الأسرار في حكم الطيور والأزهار تأليف : عز الدين المقدسي منتدى همســــــات . البوابة