منتدى صبايا مصرية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    حكاية غانم وقوت القلوب

    avatar
    صبايا
    Admin


    عدد المساهمات : 2010
    تاريخ التسجيل : 31/10/2014

    حكاية غانم وقوت القلوب Empty حكاية غانم وقوت القلوب

    مُساهمة من طرف صبايا السبت فبراير 27, 2021 2:21 pm

    حكاية غانم وقوت القلوب Tota10

    بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    حكايات توتة الملتوتة
    حكاية غانم وقوت القلوب
    حكاية غانم وقوت القلوب 1410

    كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان تاجر من التجار له مال وله ولد كأنه البدر ليلة تمامه فصيح اللسان اسمه غانم بن أيوب . وله أخت اسمها فتنة من فرط حسنها وجمالها فتوفي والدهما وخلف لهما مالاً جزيلاً ومن جملة ذلك مائه حمل من الخز والديباج ونوافج المسك، ومكتوب على الأحمال هذا بقصد بغداد وكان مراده أن يسافر إلى بغداد فلما توفاه الله تعالى ومضت مدة ، أخذ ولده هذه الأحمال وسافر بها إلى بغداد وكان ذلك في زمن هارون الرشيد وودع أمه وأقاربه وأهل بلدته قبل سيره وخرج متوكلاً على الله تعالى وكتب الله له السلامة، حتى وصل إلى بغداد وكان مسافراً بصحبة جماعة من التجار فاستأجر له داراً حسنة وفرشها بالبسط والوسائد وأرخى عليها الستور وأنزل فيها تلك الأحمال والبغال والجمال، وجلس حتى استراح وسلم عليه تجار بغداد وأكابرها ثم أخذ بقجة فيها عشرة تفاصيل من القماش النفيس مكتوب عليها أثمانها ونزل بها إلى سوق التجار فلاقوه وسلموا عليه وأكرموه وتلقوه بالترحيب وأنزلوه على دكان شيخ السوق وباع التفاصيل، فربح في كل دينار دينارين، ففرح غانم وصار يبيع القماش والتفاصيل شيئاً فشيئاً ولم يزل كذلك سنة وفي أول السنة الثانية جاء إلى ذلك السوق فرأى بابه مقفولاً فسأل عن سبب ذلك فقيل له أنه توفي احد التجار وذهب التجار كلهم يمشون في جنازته ، فهل لك أن تكسب أجراً وتمشي معهم ، فقال: نعم ، ثم سأل عن محل الجنازة فدلوه على المحل ، فتوضأ ثم مشى مع التجار إلى أن وصلوا المصلى ، ثم صلوا على الميت ثم مشى التجار جميعهم أمام الجنازة إلى المقبرة فتبعهم غانم إلى أن وصلوا بالجنازة خارج المدينة ، ومشوا بين المقابر حتى وصلوا إلى المدفن فوجدوا أهل الميت نصبوا على القبر خيمة وأحضروا الشموع والقناديل، ثم دفنوا الميت وجلس القراء يقرؤون على ذلك القبر فجلس التجار ومعهم غانم بن أيوب وهو غالب عليه الحياء فقال في نفسه: أنا لا استطيع أن أفارقهم حتى أنصرف معهم ، فجلسوا يسمعون القرآن إلى وقت العشاء ، فاشتغل خاطر غانم ببضاعته، وخاف من اللصوص وقال في نفسه: أنا رجل غريب ومعى مال، فإن بت الليلة بعيداً عن منزلي سرق اللصوص ما فيه من المال والأحمال ، فقام وخرج من بين الجماعة واستأذنهم على أنه يقضي حاجة ، فسار يمشي ويتتبع آثار الطريق حتى جاء إلى باب المدينة ، وكان ذلك الوقت نصف الليل فوجد باب المدينة مغلقاً ، ولم ير أحداً غادياً ولا رائحاً ولم يسمع صوتاً سوى نبيح الكلاب، وعوي الذئاب فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله كنت خائفاً على مالي وجئت من أجله فوجدت الباب مغلقاً ، فصرت الآن خائفاً على روحي ثم رجع ينظر له محلاً ينام فيه إلى الصباح فوجد تربة محوطة بأربع حيطان، وفيها نخلة ولها باب محكم ولكنه كان مفتوحآ ، فدخلها وأراد أن ينام فلم يجئه نوم وأخذته رجفة ووحشة وهو بين القبور، فقام واقفاً على قدميه وفتح باب المكان ونظر فرأى نوراً يلوح على بعد في ناحية المدينة فمشى قليلاً فرأى النور مقبلاً في الطريق التي توصل إلى التربة التي هو فيها فخاف غانم على نفسه، وأسرع برد الباب وتعلق حتى طلع فوق النخلة وتدارى في قلبها فصار النور يتقرب من التربة فتأمل النور فرأى ثلاثة عبيد ، اثنان حاملان صندوقاً ، والثالث في يده فأس وفانوس ، فلما قربوا من التربة قال أحد العبدين الحاملين الصندوق: انظر يا مرجان ، فقال العبد الآخر: ماذا يا كافور ، فقال: الم نترك الباب مفتوحاً فقال: نعم ، فقال: ها هو مغلق ، فقال لهما الثالث وهو حامل الفأس والنور وكان اسمه بخيتاً: ما أقل عقلكما أما تعرفان أن أصحاب الغيطان يخرجون من بغداد ويترددون هنا فيمسي عليهم المساء فيدخلون هنا ويغلقون عليهم الباب خوفاً من اللصوص ، فقالوا له: ندخل التربة فقد نجد فيها أحداهم ، فلما دخلوا لم يجدوا احد ، فقال كافور: أظن أنه رأى النور وهرب فوق النخلة . فلما سمع غانم كلام العبيد قال في نفسه: ما أمكر هذا العبد ، ثم قال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ودعا الله ان يخلصه من هذه الورطة، ولكن الاثنين الحاملين للصندوق قالا لمن معه الفأس: تعلق على الحائط وافتح الباب فقد تعبنا من حمل الصندوق ، فقال: بل نرمي بالصندوق وراء الباب ، فقالا له: إن رميناه ينكسر ، فقال: اخاف ان يكون في داخل التربة الحرامية الذين يقتلون الناس ويسرقون أموالهم لأنهم إذا أمسى عليهم الوقت يدخلون في هذه الأماكن ، فقال له الاثنان الحاملان للصندوق: يا قليل العقل ، هل يقدرون أن يدخلوا هذا المكان ، فتسلق الحائط ونزل وفتح الباب ، ثم دخلوا وقفلوا الباب ، فقال كافور: لقد تعبنا من المشي والشيل والحط وفتح الباب وقفله وهذا الوقت نصف الليل، ولم يبق فينا قوة لدفن الصندوق ، فقال بخيت: لو جلسنا لبعض الوقت نستريح ونتسامر ، فقال مرجان لكافور: احكى لنا حكاية ، فقال كافور: احكى لكم حكايتى ، قالا: احكى ، فقال: اعلموا يا إخواني اني كنت في ابتداء أمري ابن ثمان سنين ولكن كنت أكذب على الجلابة كل سنة كذبة حتى يقعوا في بعضهم، فقلق مني الجلاب وأنزلني في يد الدلال وأمره أن ينادي من يشتري هذا العبد على عيبه فقيل له: وما عيبه ، قال: يكذب في كل سنة كذبة واحدة فتقدم رجل تاجر إلى الدلال وقال له: كم أعطوا في هذا العبد من الثمن على عيبه ، قال: أعطوا ستمائة درهم قال: ولك عشرون فجمع بينه وبين الجلاب وقبض منه الدراهم وأوصلني الدلال إلى منزل ذلك التاجر وأخذ دلالته، فكساني التاجر ما يناسبني ومكثت عنده باقي سنتي إلى أن هلت السنة الجديدة بالخير وكانت سنة مباركة مخصبة بالنبات فصار التجار يعملون العزومات وكل يوم على واحد منهم إلى أن جاءت العزومة على سيدي في بستان خارج البلد فراح هو والتجار وأخذ لهم ما يحتاجون إليه من أكل وغيره فجلسوا يأكلون ويتنادمون إلى وقت الظهر فاحتاج سيدي إلى مصلحة من البيت فقال: يا عبد اركب البغلة وروح إلى المنزل وهات من سيدتك الحاجة الفلانية وارجع سريعاً فامتثلت أمره ورحت إلى المنزل وأخبرتهم أن سيدي جلس تحت الحائط لقضاء حاجة فوقع الحائط عليه ومات. فلما سمع أولاده وزوجته ذلك الكلام صرخوا فأتت إليهم الجيران ، وزوجة سيدي تصرخ وأنا أصيح واسيداه ، ثم خرجت سيدتي مكشوفة الوجه بغطاء رأسها وخرج معها البنات والأولاد وقالوا: يا كافور أرنا مكان سيدك الذي مات فيه تحت الحائط حتى نخرجه من تحت الردم ونحمله ثم ننقله إلى البيت فنخرجه خرجة مليحة ، فوصفت لهم المكان وقلت لهم: اسرع انا وإلحقوا بى ، فأخذت اجرى وانا أصيح واسيداه ، وتركتهم خلفي مكشوفوا الوجوه يصيحون: وامصيبتاه وانكبتاه فلم يبق أحد من الرجال ولا من النساء ولا من الصبيان إلا جاء معهم ، فلما دخلت على سيدى ورآني بهت واصفر لونه وقال: ما لك يا كافور وما هذا الحال وما الخبر ، فقلت له: إنك لما أرسلتني إلى البيت لأجيء لك بالذي طلبته رحت إلى البيت ودخلته فرأيت الحائط التي في القاعة وقعت فانهدمت القاعة كلها على سيدتي وأولادها فقال لي: وهل سيدتك لم تسلم ، فقال: لا ما سلم منهم أحد وأول من مات منهم سيدتي الكبيرة فقال: وهل سلمت بنتي الصغيرة ، فقلت: لا ، فقال لي: وما حال البغلة التي أركبها هل هي سالمة ، فقلت له: لا يا سيدي فإن حيطان البيت وحيطان الاصطبل انطبقت على جميع ما في البيت حتى على الغنم والإوز والدجاج وصاروا كلهم كوم لحم وصاروا تحت الردم ولم يبق منهم أحد فقال لي: ولا سيدك الكبير ، فقلت له: لا ،فلم يسلم منهم أحد، وفي هذه الساعة لم يبق دار ولا سكان ولم يبق من ذلك كله أثر وأما الغنم والإوز والدجاج فإن الجميع أكلها القطط والكلاب. فلما سمع سيدي كلامي صار الضياء في وجهه ظلاماً ولم يقدر أن يتمالك نفسه ولا عقله ولم يقدر أن يقف على قدميه وصار يصيح: آه.. وا أولاداه آه وا زوجتاه.. آه وا مصيبتاه من جرى له مثل ما جرى لي فصاح التجار رفقاؤه لصياحه وبكوا معه ورثوا لحاله وخرج سيدي من البستان ومعه اصحابه ، فبينما الجماعة خارجون من باب البستان وإذا هم نظروا غبرة عظيمة وصياحات بأصوات مزعجة فنظروا إلى تلك الجهة فرأوا الجماعة المقبلين ومعهم أهل التاجر يصرخون ويصيحون وهم في بكاء وحزن زائد ، فنظر سيدي فشاهد زوجته وأولادها فلما رآهم بهت ، وقال لهم: الم تقع عليكم الدار ، فاندهشت زوجته وطار عقلها لما رأته وقالت له: الحمد لله على سلامتك أنت ، كيف كانت سلامتك أنت وأصحابك ، فقال لها: وكيف كان حالكم في الدار ، فقالوا: نحن طيبون بخير وعافية وما أصاب دارنا شيء من الشر غير أن العبد كافوراً جاء إلينا مكشوف الرأس ممزق الأثواب وهو يصيح: وا سيداه واسيداه ، فقلنا له ما الخبر يا كافور ، فقال: إن سيدي جلس تحت حائط في البستان ليقضي حاجة فوقعت عليه فمات فقال لهم سيده: والله إنه أتاني في هذه الساعة وهو يصيح: وا سيدتاه وقال أن سيدتي وأولادها ماتوا جميعاً ، فأقبل التاجر على كافور وقال له: ويلك يا عبد النحس ، ما هذا الذى صنعته ، فقلت: قد اشتريتني على عيبي وأنت عالم به وهو أني أكذب في كل سنة كذبة واحدة وهذه نصف كذبة فإذا اكملت السنة كذبت نصفها الآخر فتبقى كذبة واحدة. فصاح علي: هل هذا كله نصف كذبة ، فبينما نحن في الكلام وإذا بالخلايق والناس وأهل الحارة نساء ورجالاً قد اقبلوا للعزاء وجاء الوالي وجماعته فراح سيدي والتجار إلى الوالي وأعلموه بالقضية وإن هذه نصف كذبة، فلما سمع الحاضرون ذلك منه استعظموا تلك الكذبة وتعجبوا غاية العجب فلعنوني وشتموني ، فبقيت واقفاً قلت: قد اشتراني سيدى على هذا العيب ، فضربني رجال الوالي علقة شديدة حتى غبت عن الدنيا وغشي علي ، فلما أفقت وجدت نفسي فى سوق النخاسة ، فباعني سيدى ، وما زلت ألقى الفتن في الأماكن التي أباع فيها . وانتقل من أمير إلى أمير ومن كبير إلى كبير بالبيع والشراء حتى دخلت قصر أمير المؤمنين وقد انكسرت نفسي وضعفت قوتي ، وها انا فيه حتى الأن ، فلما سمعا كلامه ضحكا عليه وقالا له: اتكذب علينا نحن ايضآ وكأننا لا نعرفك،  ثم قالوا: هيا للعمل فربما يطلع علينا الصباح. ومعنا هذا الصندوق فننفضح بين الناس وتروح أرواحنا . فدخلوا وحفروا حفرة مناسبة للصندوق بين أربعة قبور وصار كافور يحفر ومرجان ينقل التراب بالقفف إلى أن حفروا نصف قامة ثم حطوا الصندوق في الحفرة وردوا عليه التراب وخرجوا من التربة وردوا الباب وغابوا عن عين غانم بن أيوب.
    ● [ للحكاية بقية ] ●

    حكاية غانم وقوت القلوب Fasel10

    الحكايات مقتبسة من الف ليلة وليلة
    إعداد مدير منتدى توتة وحدوتة
    منتدى توته وحدوتة - البوابة
    حكاية غانم وقوت القلوب E110


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 10:15 am