من طرف صبايا الأحد أكتوبر 03, 2021 5:26 am
بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مكتبة الثقافة الأدبية
جمهرة أشعار العرب
● [ المقدمة ] ●
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام، الذين نزل القرآن بألسنتهم، واشتقت العربية من ألفاظهم، واتخذت الشواهد في معاني القرآن وغريب الحديث من أشعارهم، وأسندت الحكمة والآداب إليهم، تأليف أبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي. وذلك أنه لما لم يوجد أحدٌ من الشعراء بعدهم إلا مضطراً إلى الاختلاس من محاسن ألفاظهم، وهم إذ ذاك مكتفون عن سواهم بمعرفتهم، وبعد فهم فحول الشعر الذين خاضوا بحره، وبعد فيه شأوهم، واتخذوا له ديواناً كثرت فيه الفوائد عنهم، ولولا أن الكلام مشتركٌ، لكانوا قد حازوه دون غيرهم، فأخذنا من أشعارهم إذ كانوا هم الأصل، غرراً هي العيون من أشعارهم، وزمام ديوانهم. ونحن ذاكرون في كتابنا هذا ما جاءت به الأخبار المنقولة، والأشعار المحفوظة عنهم، وما وافق القرآن من ألفاظهم، وما روي عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الشعر والشعراء، وما جاء عن أصحابه والتابعين من بعدهم، وما وصف به كل واحد منهم، وأول من قال الشعر، وما حفظ عن الجن، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
● [ اللفظ المختلف ومجاز المعاني ] ●
فمن ذلك ما حدثنا به المفضل بن محمد الضبي يرفعه إلى عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: قدم نافع بن الأزرق الحروري إلى ابن عباس يسأله عن القرآن، فقال ابن عباس: يا نافع! القرآن كلام الله عز وجل؛ خاطب به العرب بلفظها، على لسان أفصحها؛ فمن زعم أن القرآن غير العربية فقد افترى، قال الله تعالى: " قرآناً عربياً غير ذي عوج " وقال تعالى: " بلسانٍ عربيٍ مبين " وقد علمنا أن اللسان لسان محمد، صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى: " وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومه ليبين لهم " وقد علمنا أن العجم ليسوا قومه، وأن قومه هذا الحي من العرب، وكذلك أنزل التوراة على موسى، عليه السلام، بلسان قومه بني إسرائيل؛ إذ كانت لسانهم الأعجمية، وكذلك أنزل الإنجيل على عيسى، عليه السلام، لا يشاكل لفظه لفظ التوراة، لاختلاف لسان قوم موسى وقوم عيسى.
وقد يقارب اللفظ اللفظ أو يوافقه، وأحدهما بالعربية والآخر بالفارسية أو غيرها، فمن ذلك الإستبرق بالعربية، وهو بالفارسية الإستبره، وهو الغليظ من الديباج. والفرند، وهو بالفارسية الفكرند. وكور وهو بالعربية حور. وسجين وهو موافق اللغتين جميعاً، وهو الشديد. وقد يداني الشيء الشيء وليس من جنسه، ولا ينسب إليه، ليعلم العامة قرب ما بينهما. وفي القرآن مثل ما في كلام العرب من اللفظ المختلف، ومجاز المعاني، فمن ذلك قول امرىء القيس بن حجر الكندي: الطويل
قِفا فاسألا الأطلالَ عن أُمّ مالكِ ... وهل تُخبِرُ الأطلالُ غيرَ التّهالُكِ
فقد علم أن الأطلال لا تجيب، إذا سئلت، وإنما معناه قفا فاسألا أهل الأطلال، وقال الله تعالى: " واسأل القرية التي كنا فيها " يعني أهل القرية، وقال الأنصاري: المنسرح
نَحنُ بما عندَنا وأنتَ بما ... عندَك راضٍ، والرّأيُ مُختلفُ
أراد نحن بما عندنا راضون، وأنت بما عندك راضٍ، فكف عن خبر الأول إذ كان في الآخر دليلٌ على معناه، وقال الله تعالى: " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين " فكف عن خبر الأول لعلم المخاطب بأن الأول داخلٌ فيما دخل فيه الآخر من المعنى. وقال شداد بن معاوية العبسي أبو عنترة الوافر:
وَمَنْ يَكُ سَائِلاً عَنّي، فإنّي ... وَجِروَةَ لا تَرودُ ولا تُعار
ترك خبر نفسه وجعل الخبر لجروة، وقال الله عز وجل: " ومن يشاق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب " فكف عن خبر الرسول. وقال الربيع بن زياد العبسي: الطويل
فإن طِبْتُمُ نَفساً بمَقتَلِ مالكٍ، ... فنَفسي، لَعمري، لا تَطيبُ بذلكا
فأوقع لفظ الجمع على الواحد. وقال الله تعالى: " فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه " وقال النابغة: البسيط
قالت: ألا لَيتما هذا الحمامُ لَنا ... إلى حَمامَتِنا أو نِصفُهُ، فَقَدِ
فأدخل ما عاريةً لاتصال الكلام، وهي زائدةٌ، والمعنى: ألا ليت هذا الحمام لنا، وقال الله تعالى: " فبما رحمةٍ من الله لنت لهم " وقال الله تعالى: " إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضةً فما فوقها " فما في ذلك كله صلةٌ غير واقعةٍ لا أصل لها. وقال الشماخ بن ضرار التغلبي: الوافر
أَعايِشَ ما لِقَومِكِ لا أراهمْ ... يُضيعُونَ الهِجانَ مَعَ المُضيعِ
لا ههنا زائدة، والمعنى: ما لقومك أراهم. وقال تعالى: " غير المغضوب عليهم ولا الضالين " لا ههنا زائدة، والمعنى: غير المغضوب عليهم والضالين.
وقال عمرو بن معد يكرب الزبيدي: الوافر
وكلُّ أَخٍ مُفارِقُهُ أخُوهُ، ... لَعمرُ أبيكَ، إلاّ الفَرقدانِ
فجعل إلا بدلاً من الواو؛ والمعنى: والفرقدان كذلك، وقال الله تعالى: " الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم " إلا ههنا لا أصل لها، والمعنى: واللمم، وقال تعالى: " فلولا كانت قريةٌ آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس " والمعنى: وقوم يونس، وقال خفاف بن ندبة السلمي: الطويل
فإنْ تَكُ خَيلي قد أُصِيبَ صَميمُها ... فعَمداً على عَيني تَيمّمْتُ مالِكَا
أقُولُ لَهُ، والرّمحُ يأطِرُ مَتنَهُ: ... تأمّل خِفافاً! إنّني أنا ذلِكَا
معناه: تأملني فأنا هو. وقال الله تعالى: " ألم. ذلك الكتاب " يعني هو هذا الكتاب، والعرب تخاطب الشاهد مخاطبة الغائب. قال امرؤ القيس بن حجر في موافقة اللفظ: مجزوء الكامل
وَتَبَرّجَتْ لتَرُوعَنا، ... فَوَجدتُ نَفسي لم تُرَعْ
وقال تعالى: " غير متبرجاتٍ بزينةٍ " والتبرج: هو أن تبدي المرأة زينتها، وقال امرؤ القيس بن حجر: الوافر
وماءٍ آسِنٍ برَكَتْ علَيهِ، ... كأنّ مُناخَها مُلقى لجامِ
الآسن: المتغير، قال تعالى: " فيها أنهارٌ من ماءٍ غي آسن " أي غير متغير، وقال امرؤ القيس بن حجب: الطويل
ألا زَعمتْ بَسباسةُ اليومَ أنّني ... كَبِرتُ، وأنْ لا يُحسن السِّرّ أمثالي
السر: النكاح، قال الله تعالى: " ولكن لا تواعدوهن سراً " وقال امرؤ القيس: الوافر
أرانا مُوضِعينَ لأمرِ غَيبٍ، ... ونُسحَرُ بالطّعامِ وبالشّرابِ
وقال تعالى: " ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة " والإيضاع ضرب من السير. وقال امرؤ القيس: الطويل
خَفَاهُنّ من أَنْفَاقِهِنّ، كَأنّمَا ... خَفَاهُنّ ودقٌ من عَشيٍ مُجَلِّبِ
خفاهن: أظهرهن، قال الله تعالى: " إن الساعة آتيةٌ أكاد أخفيها " أي أظهرها، وقال زهير بن أبي سلمى: البسيط
لئن حَلَلْتَ بجَوٍ في بَني أسَدٍ، ... في دينِ عمرٍو، وحالتْ بيننا فَدَكُ
في دين عمرو: يعني في طاعة عمرو، وقال الله تعالى: " ولا يدينون دين الحق " أي لا يطيعون. وقال زهير: البسيط
مُكَلَّلٍ بأُصولِ النّبتِ، تَنسِجُهُ ... ريحُ الجَنوبِ، لِضَاحي مائِهِ حُبُكُ
الحبك: الطرائق في الماء، قال الله تعالى: " والسماء ذات الحبك " أي الطرائق. وقال زهير أيضاً: الطويل
بأرضِ فَلاةٍ لا يُسَدّ وَصِيدُهَا، ... عليّ، ومَعروفي بها غيرُ مُنكَرِ
والوصيد: الباب، قال الله جل وعلا: " وكلبهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد " أي بالباب، وقال: " إنها عليهم مؤصدةٌ " أي مغلقة. وقال زهير أيضاً: الطويل
ويُنغِضُ لي يوم الفِجارِ، وقد رأى ... خيولاً عَليها، كالأسودِ، ضَوارِي
ينغض: يرفع رأسه، قال الله تعالى: " فسينغضون إليك رؤوسهم " أي يرفعونها ويحركونها بالاستهزاء. وقال النابغة للنعمان بن المنذر: البسيط
إلاّ سلَيْمَانَ، إذ قالَ المَليكُ لَهُ: ... قُم في البرِيّةِ، فاحدُدْها عن الفَنَدِ
الفند الكذب، قال الله تعالى " لولا أن تفندون " أي تكذبون. وقال النابغة أيضاً: البسيط
تَلُوثُ، بعد افتضالِ البُرْدِ، مِئزَرَها ... لوثاً على مثلِ دِعصِ الرّملةِ الهاري
الهاري: المتهدم من الرمل، قال الله تعالى: " على شفا جرفٍ هارٍ " أي متهدم. وقال أعشى قيس، واسمه ميمون بن قيس: المتقارب
نحرتُ لهم مَوهِناً ناقَتي، ... وعامِرُنا مُدلهِمٌّ غَطِشْ
يعني: وقد هدأت العيون، وغطش مظلم، كقوله تعالى: " وأغطش ليلها " ، وقال الأعشى: الخفيف:
فَرعُ نَبعٍ يَهتَزّ في غُصُنِ المَجْ ... دِ، غزيرُ النّدى، شَديِدُ المِحَالِ
المحال: القوة، كقوله تعالى: " وهو شديد المحال " وقال الأعشى أيضاً: البسيط
تَقولُ بنيّ، وقد قَرّبتُ مُرتَحِلاً: ... يا رَبّ جَنّبْ أبي الأوصابَ والوَجَعا
علَيكِ مثلُ الذي صَلّيتِ، فاغتَمضي ... نَوماً، فإنّ لجَنبِ الحَيّ مُضطجعَا
الصلاة ههنا الدعاء، قال تعالى: " وصل عليهم إن صلاتك سكنٌ لهم " . وقال الأعشى أيضاً الوافر
أَتَذكُرُ، بَعدَ أُمّتِكَ، النَّوارَا، ... وقد قُنّعتَ من شَيبٍ عِذارَا
الأمة: الحين، قال الله جل ذكره: " وادكر بعد أمةٍ " ، أي بعد حين. وقال الأعشى أيضاً: الرمل
وأتاني صاحبٌ ذو حَاجَةٍ، ... واجبُ الحَقّ، قريبٌ رَحِمُهْ
الرحم: القرابة، وهو قوله تعالى: " وأقرب رحماً " . وقال الأعشى: المتقارب
وبَيضاءَ كالنهِّيِ مَوضونَة، ... لها قَوْنَسٌ مثلُ جيبِ البَدنْ
وقال تعالى: " على سررٍ موضونةٍ " ، أي مشتبكة. وقال الأعشى: البسيط
كأَنّ مِشْيَتَها مِنْ بَيْتِ جارَتِها ... مَوْرُ السَّحَابةِ لا رَيثٌ ولا عَجَلُ
وقال الله تعالى: " يوم تمور السماء موراً " ، والمور الاستدارة والتحرك. وقال الأعشى: الطويل:
يَقولُ بِهَا ذُو مِرّةِ القومِ منهُمُ ... لِصَاحبِهِ إذْ خافَ منها المَهالِكَا
المرة: الحيلة، ويقال القوة، قال تعالى: " ذو مرةٍ فاستوى " . وقال الأعشى: الرمل
ساقَ شِعري لهمُ قافيَةً، ... وعلَيهِم صارَ شِعري دَمدَمه
دمدمة أي تدميراً، كقوله تعالى: " فدمدم عليهم ربهم بذنبهم " ، أي دمر. وقال الأعشى: الكامل
أم غابَ رَبُّكَ فاعترَتْكَ خَصَاصَةٌ ... فلَعَلّ رَبّكَ أنْ يؤوبَ مُؤيَّدا
الرب: السيد، قال الله تعالى: " ارجع إلى ربك " أي سيدك. وقال الأعشى أيضاً: السريع
أَقْنِ حَياءً أنتَ ضَيّعْتَهُ، ... مالكَ بَعدَ الجَهلِ من عاذِرِ
أقن: أي أرض، قال الله تعالى: " وأنه هو أغنى وأقنى " أي أرضى. وقال الأعشى: السريع
لَيَأتِيَنْهُ مَنْطِقٌ قاذِعٌ ... مُستَوسقٌ للمَسمَعِ الآثِرِ
الآثر: الراوية، قال الله تعالى: " سحرٌ يؤثر " ، أي يروى. وقال الأعشى: الطويل
بكأسٍ كعينِ الدّيكِ باكَرْتُ خِدرَها ... بفتيانِ صِدقٍ، والنّواقيسُ تُضرَبُ
الكأس: الخمر، وهو قوله تعالى: " بكأسٍ من معين " . وقال الأعشى: الكامل.
سُبُطاً تَبَارَى في الأعنّةِ بَينَها ... حتى تَفيءَ عَشيّةً أنفالُها
الأنفال: الغنائم، وهو قوله تعالى: " يسألونك عن الأنفال " وقال الأعشى: الكامل
وأراكَ تُحبَرُ إن دَنَتْ لَكَ دارُها، ... ويَعُودُ نَفسَك، إن نأتْكَ، سِقَامُها
تحبر: تسر وتكرم، وقال الله تعالى: " في روضةٍ يحبرون " . وقال الأعشى يذكر النعمان: المتقارب
وخَرّتْ تَميمٌ لأذقانِها، ... سجوداً لذي التاجِ في المَعمَعة
الأذقان: الوجوه، كقوله تعالى: " ويخرون للأذقان يبكون " . وقال لبيد ابن ربيعة العامري: المنسرح
يا عينُ هَلاّ بكَيتِ أربدَ إذْ ... قُمنا وقامَ الخُصومُ في كَبَدِ
يعني: في شدة، قال الله تعالى: " لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ " وقال لبيد: الرمل
إنّ تَقوَى رَبّنا خَيرُ نَفَلْ، ... وبإذنِ اللَّهِ رَيثي والعَجَلْ
النفل: الغنيمة، وهو ههنا ما يعطى المتقي من ثواب الله في الآخرة. وقال لبيد أيضاً: الطويل
وما النّاسُ لاّ عاملانِ، فعاملٌ ... يُتَبِّرُ ما يَبني، وآخَرُ رافِعُ
يتبر أي ينقص، قال الله تعالى: " متبرٌ ما هم فيه " . وقال لبيد: الطويل
نَحُلّ بلاداً، كلّها حُلَّ قَبلَها، ... ونَرجو الفَلاحَ بعدَ عادٍ وحِمْيَراٍ
الفلاح: البقاء، كقوله تعالى: " أولئك هم المفلحون " ، أي الباقون، وقال عمرو بن كلثوم: الوافر
ترَكنا الخَيلَ عاكفَةً عَلَيهِ، ... مُقَلَّدَةً أعنّتَها صُفُونَا
العاكف: المقيم، قال الله تعالى: " سواء العاكف فيه والباد " ، والصافن من الخيل هو الذي يرفع إحدى رجليه، ويضع طرف سنبكه على الأرض، قال الله تعالى: " إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد " وقال طرفة بن العبد البكري: الرمل
لا يُقالُ الفُحشُ في ناديهِمُ، ... لا وَلا يَبخَلُ منهُم مَن يُسَلْ
النادي: المجلس، وهو قوله تعالى: " وتأتون في ناديكم المنكر " ، وقال طرفة أيضاً: الطويل
جَماليّةٌ وجناءُ حَرْفٌ، تَخالُها ... بأنساعِها والرّحلِ صرحاً مُمَرَّدَا
الصرح؛ القصر، والممرد: ما عملته مردة الجن، وهو قوله تعالى: " صرحٌ ممردٌ من قوارير " ، وقال طرفة أيضاً: الرمل
وهمُ الحُكّامُ أربابُ النّدى، ... وسَراةُ النّاسِ في الأمرِ الشّجرِ
الشجر: الأمر الذي يختلف فيه، كقوله تعالى: " حتى يحكموك فيما شجر بينهم " . وقال طرفة يخاطب النعمان: الطويل
أبا مُنذرٍ أفنَيتَ، فاستَبقِ بَعضَنا، ... حَنانَيك! بعضُ الشرّ أهوَنُ من بعضِ
حنانيك: يعني رحمتك وهو قوله تعالى: " وحناناً من لدنا " ، أي رحمة. وقال عبيد بن الأبرص: البسيط
وقهوةٍ كنَجيعِ الجوفِ صافيَةٍ ... في بَيتِ مُنهَمِرِ الكَفّينِ مِفضالِ
المنهمر: السائل، وهو قوله تعالى: " بماءٍ منهمر " أي سائل. وقال عبيد أيضاً: البسيط
هذا، وحربٍ عَوانٍ قد نَهَضتُ لها ... حتى شَبَبتُ نَواحيها بإشعالِ
العوان: المتكاملة التامة السن، قال الله تعالى: " عوانٌ بين ذلك " ، وقال عبيد أيضاً: البسيط
تحتي مُسَوَّمَةٌ قَوداءُ عِجْلِزَةٌ ... كالسّهمِ أرسَلَه من كَفّهِ الغالي
مسومة: يعني معلمة، قال الله تعالى: " والخيل المسومة " ، يعني المعلمة. وقال عنترة بن عمرو: الكامل
وحَليلِ غانيةٍ ترَكتُ مُجَدَّلاً ... تَمكُو فَريصَتُهُ كشدْقِ الأعلَمِ
تمكو: تصفر، وهو كقوله تعالى: " إلا مكاءً وتصديةً " ، فالمكاء: الصفير، والتصدية: التصفيق. وقال عدي بن زيد: السريع
مُتّكِئاً تُقرَعُ أبوابُهُ، ... يَسعَى علَيهِ العبدُ بالكُوبِ
الكوب: هو الكوز الواسع الفم الذي لا علاقة له، قال الله تعالى: " بأكوابٍ وأباريق " . وقال عدي بن زيد: البسيط
عَفُّ المكاسبِ لا تُكدَآ حُشاشَتُه ... كالبَحرِ يُلحِقُ بالتّيّارِ أنهارَا
الإكداء: القلة والانقطاع، وهو قوله عز وجل: " وأعطى قليلاً وأكدى " . وقال أمية بن أبي الصلت: الوافر
وفيها لحمُ ساهرَةٍ وبحرٍ، ... وما فاهُوا به أبداً مُقيمُ
الساهرة: الفلاة، قال الله عز وجل: " فإذا هم بالساهرة " . وقال أمية بن أبي الصلت: الكامل
كيفَ الجحودُ، وإنّما خُلِق الفتى ... مِنْ طِينِ صَلصالٍ لَه فَخّارِ
الصلصال: ما تفرق من الحمأة فتكون له صلصة إذا وطيء وحرك، وهو قوله عز وجل: " خلق الإنسان من صلصالٍ كالفخار " . وقال أمية بن أبي الصلت: الخفيف
رَبِّ كُلاً حتَمتَهُ وارِدُ النّا ... ر كِتاباً حتَمتَهُ مَقضِيّا
الحتم: الواجب، قال الله تعالى: " حتماً مقضياً " . وقال أمية أيضاً: الخفيف
رَبِّ لا تحرِمَنّني جَنّةَ الخُل ... دِ، وكن رَبِّ بي رؤوفاً حفيّا
الحفي: اللطيف، وهو قوله تعالى: " إنه كان بي حفياً " ، أي لطيفاً. وقال أمية بن أبي الصت: الوافر
من اللاّماتِ لَستُ لها بأهلٍ، ... ولكنّ المُسيءَ هوَ المَليمُ
المليم: المذنب، وهو قوله تعالى: " فالتقمه الحوت وهو مليمٌ " ، أي مذنب. وقال أمية بن أبي الصلت: المتقارب
لَقيتَ المَهالِكَ في حَربِنا، ... وبَعدَ المَوالكِ لاقَيْتَ غيّا
غي: وادٍ في النار، قال الله تعالى: " فسوف يلقون غياً " . وقال أمية ابن أبي الصلت: الرمل
نَفَشَتْ فيهِ عِشاءً غنمٌ ... لرعاءٍ، ثمّ بَعدَ العَتَمَه
النفش: الرعي بالليل، قال الله تعالى: " إذ نفشت فيه غنم القوم " ، وقال أمية بن أبي الصلت: الطويل
مليكٌ على عرشِ السّماءِ مُهَيِمِنٌ ... لِعزّتهِ تَعنُو الوُجوهُ وتَسجُدُ
العاني: " الذليل الخاضع المهطع المقنع، قال الله تعالى: " وعنت الوجوه للحي القيوم " . والمهيمن: الشهيد، قال الله تعالى: " ومهيمناً عليه " ، أي شهيداً. وقال بشر بن أبي خازم: المتقارب
ويومُ النِّسارِ ويومُ الفِجا ... رِ كانَا عَذاباً وكانَا غَراما
الغرام: الانتقام، قال الله تعالى: " إن عذابها كان غراماً " ، وقيل ملازماً، ومنه الغريم، أي الملازم. وقال النمر بن تولب: المتقارب
إذا شاء طالعَ مَسجُورَةً ... ترى تحتَها النّبعَ والسّماسَما
المسجور: المتراكب من الماء، قال الله تعالى: " والبحر المسجور " ، أي المتراكب. وقال المرقش: الرمل
وقضَى ثَمّ أبونا آلهُ ... بقتالِ القَومِ والجُودِ مَعَا
قضى: أي أمر أهل بيته، قال الله تعالى: " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " ، أي أمر ألا تعبدوا سواه. وقال المتلمس الطويل
وكنّا إذا الجَبّارُ صَعّرَ خَدّهُ، ... أقَمنا له من مَيْلهِ فَتَقَوّمَا
قوله: صعر خده، أي أعرض واختال، قال الله تعالى: " ولا تصعر خدك للناس " ، أي لا تمل بوجهك كبراً وزهواً. وقال أبو ذؤيب الهذلي: الكامل
وعَلَيهِما مَسرودَتانِ قَضَاهُما ... داودُ أو صَنْعُ السّوابغِ تُبّعُ
قضاهما: أي أحكمهما، قال الله تعالى: " إذا قضى أمراً " ، أي أحكمه، وقال أبو ذؤيب أيضاً: الطويل
إذا لَسَعَتْهُ النّحْلُ لم يَرجُ لَسعَها ... وخالفَها في بيتِ نُوبٍ عَوَاسِلِ
لم يرج: لم يخف، قال الله تعالى: " ما لكم لا ترجون لله وقاراً " ، أي لا تخافون. وقال أبو ذؤيب: الوافر
فراغَت، فالتَمَستُ به حَشاها، ... فَخَرَّ كأنّهُ خُوطٌ مَريجُ
المريج: المختلط، قال الله تعالى: " فهم في أمرٍ مريجٍ " ، أي مختلط. وقال المتمس: الرمل
أنتَ مَثْبُورٌ غويٌّ مترَفٌ، ... ذو غواياتٍ؛ ومَسرُورٌ بَطِر
المثبور: المفتون، قال الله تعالى: " وإني لأظنك يا فرعون مثبوراً " ، يعني مفتوناً. وقال أبو قيس بن الأسلت. الرمل
رجمُوا بالغَيبِ، كيما يَعلموا ... من عَديدِ القومِن ما لا يُعلَمُ
الرجم: القذف، قال الله تعالى: " رجماً بالغيب " . وقال أحيحة بن الجلاح: الوافر
وما يَدري الفَقيرُ متى غِناهُ، ... وما يَدري الغنيُّ متى يُعِيلُ
يعيل: أي يفتقر، قال الله تعالى: " وإن خفتم عيلةً فسوف يغنيكم الله من فضله " . وقال حسان بن ثابت الأنصاري: الرمل
إنشُزُوا عَنّا، فأنتم مَعشَرٌ ... آلُ رِجسٍ وفجورٍ وأشَر
انشزوا: أي انهضوا، قال الله تعالى: " وإذا قيل انشزوا فانشزوا " . وقال ابن أحمر: الكامل
وتَغَيّرَ القمرُ المُنيرُ لمَوتِهِ، ... والشّمسُ قد كادتْ عليهِ تأفُلُ
تأفل: تغيب، قال الله تعالى: " فلما أفلت " . وقال الشماخ بن ضرار: الوافر
ذعرتُ بهِ القطا، ونفيتُ عنهُ ... مَقامَ الذّئبِ كالرّجلِ اللّعينِ
اللعين: المطرود، قال الله تعالى: " ملعونين أينما ثقفوا أخذوا " ، أي مطرودين. وقال المنخل: الطويل
ودَيمومَةٍ قَفرٍ يَحارُ بها القَطا، ... سريتُ بها، والنّومُ لي غيرُ رائنِ
رائن: مغطٍّ، قال الله تعالى: " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " ، وقال نابغة بن جعدة: المتقارب
يُضيءُ كضَوءِ سِراجِ السّلي ... طِ لم يَجعَلِ اللَّهُ فيه نُحاسا
النحاس: الدخان، قال الله عز وجل: " يرسل عليكما شواظٌ من نارٍ ونحاسٍ فلا تنتصران " . وقال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: المتقارب
فبارَ أبو حَكَمٍ في الوَغَى، ... هناكَ، وأُسرَته الأرذلُونْ
البوار: الهلاك، قال الله عز وجل: " وأحلوا قومهم دار البوار " . وقال أبو بكر، رضي الله عنه: الرمل
عَزّرُوا الأمْلاَكَ في دَهرِهُمُ، ... وأطاعوا كلَّ كَذّابٍ أثِمْ
عزروا: أي عظموا قال الله تعالى: " وعزروه " ، أي عظموه. وقال عمر، رضي الله عنه: الرمل
يَكلأُ الخلقَ جَميعاً، إنّهُ ... كاليءُ الخلقِ، ورَزّاقُ الأُمَم
الكاليء: الحافظ، قال الله تعالى: " قل من يكلؤكم " . وقال عثمان ابن عفان، رضي الله عنه: الطويل
وأعلَمُ أنّ اللَّهَ لَيسَ كصنعِهِ ... صَنيعٌ ولا يخفَى على اللَّهِ مُلْحِدُ
الملحد: المائل، قال الله عز وجل: " إن الذين يلحدون في آياتنا " ، أي يميلون. وقال حمزة بن عبد المطلب، رضي الله عنه: الطويل
وزُفّوا إلَينا في الحَديدِ، كأنّهم ... أُسُودُ عَرِينٍ ثَمّ عندَ المَبَارِكِ
الزف: المشي قدماً، قال الله تعالى: " فأقبلوا إليه يزفون " . وقال العباس، رضي الله عنه: الرمل
أنتَ نورٌ من عَزيزٍ راحِمٍ، ... تَقمَعُ الشِّركَ وعُبّادَ الوَثَنْ
نورٌ: أي هدى، قال الله عز وجل: " الله نور السموات والأرض " ، أي هداها. وقال الزبير بن العوام، رضي الله عنه: الرمل
يَخرُجُ الشَّطْءُ على وَجهِ الثّرَى، ... ومِنَ الأشجار أفنانُ الثّمَر
الشطء: النبت، قال الله تعالى: " كزرعٍ أخرج شطأه " . وقال عثمان بن مظعون، رضي الله عنه: الرمل
أهل حوبٍ وعيوبٍ جمةٍ ... ومعراتٍ بكسب المكتسب
المعرة: الإثم، قال الله تعالى: " فتصيبكم منهم معرةٌ " .
والأخبار في هذا لعمري تطول، والشواهد تكثر، غير أنا اقتصرنا من ذلك على معنى ما حكيناه في كتابنا هذا.
● [ أول من قال الشعر ] ●
قال محمد: أخبرنا أبو عبد الله المفضل بن عبد الله المحبري قال: سألت أبي عن أول من قال الشعر، فأنشدني هذه الأبيات: الوافر
تَغَيّرَتِ البلادُ، ومَن علَيها، ... فَوَجهُ الأرضِ مُغبَرٌّ قَبِيْحُ
تغيّر كلُّ ذي لونٍ وطَعمٍ، ... وقلّ بَشاشَةَ الوَجهُ الصّبيحُ
بشاشة: منصوب على التمييز، والتقدير: وقل الوجه الصبيح بشاشةً؛ وحذف التنوين لالتقاء الساكنين: التنوين والألف واللام.
وَجَاوَرَنا عَدوٌّ لَيْسَ يَفنى، ... لَعِينٌ لا يَمُوتُ فَنَسْتَريحُ
أَهابِلُ! إن قُتِلْتَ، فإنّ قلبي ... عَليكَ اليَومَ مُكْتَئبٌ قَريحُ
ثم سمعت جماعةً من أهل العلم يؤثرون أن قائلها أبونا آدم، عليه السلام، حين قتل إبنه قابيل هابيل؛ فالله أعلم أكان ذلك أم لا.
وذكر أن إبليس عدو الله أجاب آدم، عليه السلام، بهذه الأبيات، فقال: الوافر
تَنَحَّ عنِ الجِنانِ وساكينها، ... ففي الفِردَوْسِ ضَاقَ بِكَ الفسيحُ
وَكُنْتَ بها وزَوْجَكَ في رَخاءٍ، ... وقلبُكَ من أذَى الدّنيا مَريحُ
فَما بَرِحَتْ مُكايَدتي ومَكري ... إلى أَنْ فاتَكَ الثّمَنُ الّربيحُ
ولَولا رَحَمةُ الرُّحَمنِ أَمْسَى ... بِكَفِّكَ مِنْ جِنانِ الخُلدِ ريحُ
وروي أن بعض الملائكة، عليهم السلام، قال هذا البيت: الوافر
لِدُوا للمَوتِ، وابنُوا للخَرابِ ... فَكُلُّكُمُ يَصيرُ إلى الذهابِ
قال المفضل: وقد قالت الأشعار العمالقة، وعاد، وثمود. قال معاوية ابن بكر بن الحبتر بن عتيك بن قرمة بن جلهمة بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح، عليه السلام، وكان يومئذٍ سيد العمالقة، وقد قدم إليه قيل بن عير، وكانت عاد بعثوه ولقمان بن عاد وفداً معهما ليستسقوا لهم حين منعوا الغيث، فقال معاوية بن بكر: الوافر
أَلا يا قَيْلُ! وَيْحَكَ! قُمْ فَهَينمْ، ... لعَلَّ اللَّهَ يَصْبَحُنا غَمامَا
فَيَسْقي أَرْضَ عادٍ، إنَّ عاداً ... قَدَ اضْحَوا ما يُبينُونَ الكَلاَمَا
مِنَ العَطَشِ الشَّديدِ بأَرْضِ عادٍ ... فَقَدْ أَمْسَتْ نِساؤُهُمُ أَيامَى
وإنّ الوَحشَ تأْتيهِمْ جَهاراً، ... فَما تَخْشَى لِعَادِيٍّ سِهامَا
فَقُبِّحَ وَفْدُكُمْ مِنْ وَفدِ قَوْمٍ، ... ولا لُقُّوا التَّحِيَّةَ والسّلامَا
وقال مرثد بن سعد بن عفير، وكان من الوفد، وكان مسلماً من أصحاب هود، عليه السلام: الوافر
عَصَتْ عادٌ رَسولَهُمُ، فأَمْسَوا ... عطاشاً ما تَبُلُّهُمُ السَّماءُ
وَسُيِّرَ وَفْدُهم مِن بَعدِ شَهرٍ، ... فأَردَفَهُمْ مَعَ العَطَشِ العَماءُ
بِكُفرِهِمُ بِرَبِّهِمُ جَهاراً ... على آثارِ عادِهِمُ العَفاءُ
أخبرنا المفضل قال: أخبرني أبي عن جدي عن محمد بن إسحق عن محمد ابن عبد الله عن أبي سعيد الخزاعي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: سمعت علياً، رضي الله عنه، يقول لرجلٍ من حضرموت. أرأيت كثيباً أحمر، تخالطه مدرة حمراء، ذات أراكٍ وسدرٍ كثير، بموضع كذا وكذا من ناحية حضرموت؟ قال: نعم، إنك لتنعته لي نعت من عاينه، هل رأيته؟ قال: لا، ولكني حدثت عنه. قال الحضرمي: ما شأنه يا أمير المؤمنين؟ قال: فيه قبر هود، عليه السلام، عند رأسه شجرةٌ تقطر دماً إما سلم وإما سدر، ثم أنشد: الوافر
عصَتْ عادٌ رَسولَهُمُ، فأمْسَوْا ... عِطاشاً ما تَبُلّهمُ السّماءُ
وفي مصداق ذلك يقول عباس بن مرداس السلمي: البسيط
في كُلِّ عامٍ لَنا وَفْدٌ نُسَيِّرُهُمْ، ... نَخْتارُهمْ حَسَباً مِنّا وأحلامَا
كانُوا كَوَفدِ بني عادٍ أضَلَّهُمُ ... قَيْلٌ، فأَتبَعَ عامٌ مِنْهُمُ عامَا
عادوا فلمْ يجدوا في دارِ قَوْمِهِمُ، ... إلاّ مغانيَهُمْ قَفْراً وآرامَا
ومن ذلك قول مبدع بن هرم من ولد عوص بن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام، وكان من مسلمي ثمود، فقال يذكر الناقة وفصيلها: الوافر
وَلاذَ بِصَخْرَة مِنْ رأسِ رَضْوَىَ، ... بأعلى الشِّعْبِ مِنْ شَعَفٍ مُنيفِ
فَلاذَ بها لِكَيْلا يَعْقِرُوهُ، ... وَفي تَلْواذِهِ مَرُّ الحُتُوفِ
بِأَسْهُمِ مُصْدِعٍ، شُلَّتْ يَداهُ، ... تَشُقُّ شِعَأفَهُ شَقَّ الخَنيفِ
ثَكَلْتُمْ أُمَّهُ؛ وَعَقَرْتُمُوهُ، ... ولم يُنْظَرْ لَهْفُ اللّهيفِ
الخنيف: جنس من ثياب الكتان، وهي الخنف، واحدها خنيف. ومصدع: الذي رمى الناقة قبل أن يعقرها قدار.
وقال مبدع، حين أخذته الصيحة: نعوذ بالله من ذلك.
فكانَتْ صَيحَةً لم تُبْقِ شَيئاً ... بوادي الحِجرِ وانْتَسَفَتْ رِياحَا
فَخَرَّ لِصَوتِها أَجْيالُ رَضوَى، ... وَخَرَّبَتِ الأشاقِرَ والصِّفاحَا
وأدْرَكَتِ الوُحُوشَ فكَتَّفَتْها، ... ولم تَتْرُكْ لطائرِها جَنَاحَا
ونُجِّي صالحٌ في مُؤْمنيهِ، ... وطُحْطِحَ كُلُّ عاديٍّ فَطاحَا
قال: وأخبرني أبو العباس الوراق الكاتب عن أبي طلحة موسى بن عبد الله الخزاعي قال: حدثنا بكر بن سليمان عن محمد بن إسحاق قال: حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب أنه سمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو يخطب الناس على المنبر، ويذكر الناقة والذي عقرها. قال: فقام إليها رجلٌ أحمر، أزرق، عزيزٌ، منيعٌ في قومه مثل زمعة بن الأسود فعقرها.
● [ النبي صلى الله عليه وسلم، والشعر ] ●
ولم يزل النبي، صلى الله عليه وسلم، يعجبه الشعر، ويمدح به، فيثيب عليه، ويقول: هو ديوان العرب، وفي مصداق ذلك ما حدثنا به سنيد بن محمد الأزدي عن ابن الأعرابي عن مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحراً.
وأخبرنا محمد بن عثمان قال: أخبرنا الحسن بن داود الجعفري عن ابن عائشة التيمي يرفع الحديث قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: اللهم من هجاني فالعنه مكان كل هجاءٍ هجانية لعنةً. وعنه عن ابن عائشة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: الشعر كلامٌ من كلام العرب جزلٌ تتكلم به في نواديها وتسل به الضغائن بينها، قال ثم أنشد: المنسرح
قَلّدتُك الشِّعْرَ يا سلامةَ ذا ال ... إفضالِ، والشيءُ حَيثُما جُعِلا
والشِّعْرُ يَستَنزِلُ الكَريمَ، كما ... يُنْزِلُ رَعدُ السَّحابةِ السِّيَلا
قال: وأخبرنا محمد بن عثمان الجعفري عن عبد الرحمن بن محمد عن الهيثم بن عدي عن مجالد عن الشعبي قال: أتى حسان بن ثابت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إن أبا سفيان بن الحارث هجاك، وأسعده على ذلك نوفل بن الحارث وكفار قريش، أفتأذن لي أهجوهم يا رسول الله؟ فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: فكيف تصنع بي؟ فقال: أسلك منهم كما تسل الشعرة من العجين! قال له: اهجهم وروح القدس معك، واستعن بأبي بكر، فإنه علامة قريش بأنساب العرب، فقال حسان يهجو نوفل بن الحارث: الطويل
وإنّ وُلاةَ المَجدِ مِنْ آلِ هاشمٍ ... بَنُو بِنْتِ مَخْزُومٍ، ووالدك العَبْدُ
وما وَلَدَتْ أَبْناءُ زُهرَةَ مِنْهُمُ ... صَممْيماً، ولم يلحقْ عَجائزَكَ المَجدُ
فأنتَ لئيمٌ نِيْطَ في آلِ هاشِمٍ، ... كما نِيْطَ خلفَ الرَّاكِبِ القَدَحُ الفَرْدُ
قال: فلما أسلم أبو سفيان بن الحارث قال له النبي، صلى الله عليه وسلم: أنت مني وأنا منك، ولا سبيل إلى حسان.
وأخبرنا أبو العباس عن أبي طلحة عن بكر بن سليمان يرفع الحديث إلى عبد الله بن مسعود قال: بلغ النبي، صلى الله عليه وسلم، أن قوماً نالوا أبا بكر بألسنتهم، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس! ليس أحدٌ منكم أمن علي في ذات يده ونفسه من أبي بكر، كلكم قال لي: كذبت، وقال لي أبو بكر: صدقت، فلو كنت متخذاً خليلاً لأتخذت أبا بكرٍ خليلاً. ثم التفت إلى حسان فقال: هات ما قلت في وفي أبي بكر، فقال حسان: قلت يا رسول الله: البسيط
إذا تَذَكّرتَ شَجْواً مِنْ أَخٍ ثِقَةٍ، ... فَاذْكُرْ أَخَاكَ أبا بَكرٍ بما فَعَلا
التَّاليَ الثّانيَ المَحْمُود شِيْمَتُهُ، ... وأَوَّلُ النّاسِ طُرَّاً صَدَّقَ الرُّسُلا
والثّاني اثنَينِ في الغارِ المُنيفِ، وَقَدْ ... طافَ العدوُّ به إذْ صَعَّدَ الجَبَلا
وكانَ حِبَّ رَسولِ اللَّهِ، قد عَلِموا، ... مِنَ البَرِيَّةِ، لم يَعْدِلْ به رَجُلا
خَيرُ البَرِيَّةِ أتقاها وَأَرْأَفُها، ... بَعْدَ النّبيّ، وأوْفاها بما حَمَلا
فقال، صلى الله عليه وسلم: صدقت يا حسان، دعوا لي صاحبي! قالها ثلاثاً.
وعن الشعبي قال: لما بلغ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن كعب بن زهير بن أبي سلمى هجاه ونال منه، أهدر دمه، فكتب إليه أخوه بجير بن زهير، وكان قد أسلم وحسن إسلامه، يعلمه أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قد قتل بالمدينة كعب بن الأشرف، وكان قد شبب بأم الفضل بن العباس وأم حكيم بنت عبد المطلب، فملا بلغه كتاب أخيه ضاقت به الأرض ولم يدر فيما النجاة، فأتى أبا بكر، رضي الله عنه، فاستجاره، فقال: أكره أن أجير على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقد أهدر دمك، فأتى عمر، رضي الله عنه، فقال له مثل ذلك، فأتى علياً، رضي الله عنه، فقال: أدلك على أمرٍ تنجو به. قال: وما هو؟ قال: تصلي مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإذا انصرف فقم خلفه، وقل: يدك يا رسول الله أبايعك! فإنه سيناولك يده من خلفه، فخذ يده فاستجره، فإني أرجو أن يرحمك، ففعل، فلما ناوله رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يده استجاره، وأنشد قصيدته التي يقول فيها: البسيط
وقالَ كلُّ خَليلٍ كنتُ آمُلُهُ ... لا أُلهينّك إنّي عنكَ مَشغُولُ
فقُلتُ خلّوا سَبيلي، لا أبا لكُمُ ... فكلّ ما قَدّرَ الرّحمَنُ مَفعُولُ
أُنبِئتُ أنّ رسولَ اللَّه أوعَدَني ... والعَفوُ عندَ رَسولِ اللَّهِ مأمولُ
فلما فرغ منها قال له النبي، صلى الله عليه وسلم: أذكر الأنصار! فقال: الكامل
مَنْ سَرّهُ كَرمُ الحَياةِ فلا يزَلْ ... في مِقنَبٍ مِنْ صالحي الأنصارِ
النّاظرينَ بِأَعْيُنٍ مُحْمَرَّةٍ ... كالجَمْرِ غيرِ كَليلَةِ الأبصارِ
فالغُرُّ مِنْ غَسَّانَ في جُرْثُومَةٍ ... أَعْيَتْ مَحافِرها على المنْقارِ
صالوا علَينا يومَ بَدْرٍ صَولَةً ... دَانَتْ لِوَقْعَتِها جميعُ نِزارِ
وهي طويلة.
وذكر محمد بن عثمان عن مطرف الكناني عن ابن دأب عن أبي لهذم العنبري عن الشعبي بإسناده قال: أنشد نابغة بني جعدة النبي، صلى الله عليه وسلم، هذا البيت: الطويل
بَلغنا السّما مَجداً وجُوداً وسُؤدداً، ... وإنّا لَنرجو فَوقَ ذلكَ مَظهَرَا
فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: إلى أين، يا أبا ليلى؟ فقال: إلى الجنّة بك يا رسول الله! قال: نعم، إن شاء الله، فلما أنشده:
ولا خَيرَ في حِلْمٍِ إذا لم تكن لهُ ... بَوادِرُ تَحميْ صَفوَهُ أن يُكَدَّرَا
ولا خَيرَ في جَهْلٍ، إذا لم يكن لهُ ... حَليمٌ، إذا ما أَورَدَ الأمرَ أَصْدَرَا
قال له النبي: صلى الله عليه وسلم: لا فض الله فاك! فبنو جعدة يزعمون أنه كان إذا سقطت له سنٌ نبتت مكانها أخرى. وغيرهم يزعم أنه عاش ثلاثمائة عامٍ ولم تسقط له سنٌّ حتى مات: وبإسناده عن سعيد بن المسيب أنه قيل له: إن قبيصة بن ذؤيب يزعم أن الخليفة لا يناشد الأشعار. قال سعيد: ولم لا يناشد الخليفة، وقد نوشد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يوم قدم عليه عمرو بن سليم الخزاعي، وكانت خزاعة حلفاء له، فلما كانت الهدنة بينه وبين قريش أغاروا على حي من خزاعة يقال لهم بنو كعب، فقتلوا فيهم، وأخذوا أموالهم، فقدم عمرو على النبي، صلى الله عليه وسلم، مستنصراً فقال: الرجز
يا ربِّ إنّي ناشِدٌ مُحَمَّدا ... حِلْفَ أَبينا وأَبيهِ الأتْلَدَا
نحنُ وَلَدناهم، فَكَانُوا وَلَدَا ... ثُمَّتَ أَسْلَمْنا، فلَم نَنْزِع يَدَا
إنَّ قُريشاً أَخْلَفوكَ المَوعِدَا، ... ونَقَضُوا ميثاقَكَ المُؤكَّدَا
ونصبوا لي فيكَ داءً رَصَدَا ... وَبَيَّتونا بالوتير هُجَّدَا
وقتلونا رُكَّعاً وَسُجَّدَا ... وَزَعَموا أنْ لَسْتَ تدعو أَحَدَا
وهم أَذَلُّ وأَقَلُّ عَدَدَا، ... فانصرْ، هداك اللَّهُ، نَصْراً أَيِّدَا
وادعُ عِبادَ اللَّهِ يأْتُوا مَدَدا ... فيهم رَسُولُ اللَّهِ قد تجَرَّدَا
إنْ سِيمَ خَسفاً وَجهُهُ تَرَبَّدَا ... في فَيْلَقٍ كالبحرِ يجري مُزبِدَا
قال: فدمعت عينا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ونظر إلى سحابةٍ قد بعثها الله فقال: والذي بعثني بالحق نبياً إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب. وخرج بمن معه لنصرهم.
وعن ابن إسحق عن عبد الله بن الطفيل عن أبيه عن جده، أن قرة بن هبيرة ابن عامر بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هوازن وفد على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فبايعه وأسلم، فحباه وكساه بردين، وحمله على فرس، واستعمله على قومه، فقال قرة يذكر ذلك، ويذكر ناقته في قصيدة له طويلة: الطويل
حَبَاها رَسولُ اللَّهِ، إذ نزَلَتْ بهِ، ... وأمكَنَها من نائلٍ غيرِ مُفَندِ
فَما حَملَتْ من ناقَةٍ فوق رَحلِها ... أبرَّ وأوفَى ذِمّةً مِن مُحَمّدِ
وأكسىَ لبُردِ الحال قبل ابتذالِه، ... وأعطَى لرأسِ السّابِحِ المتجرّدِ
وأخبرنا المفضل عن أبيه عن جده عن محمد بن إسحق قال: قدم قيس ابن عاصم التميمي على النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال يوماً، وهو عنده: أتدري يا رسول الله من أول من رجز؟ قال: لا! قال: أبوك مضر كان يسوق بأهله ليلة، فضرب يد عبدٍ له، فصاح: وايداه! فاستوثقت الإبل ونزلت، فرجز على ذلك. ثم قال: يا رسول الله! أتدري من أول صائحة صاحت؟ قال: لا! قال: أمك خندف كانت معها ضرة، فنحت عنها إبناً لها ليلاً، فجاءت فلم تجده، فكرهت أن تؤذيهم، فاعتزلت، فصاحت عليه. ثم قال: يا رسول الله! أتدري من أول من علم بك من العرب؟ قال: لا! قال: سفيان بن مجاشع الدارمي، وذلك أنه جنى جنايةً في قومه، فلحق بالشام، فكان يأتي حبراً بها وكان يحدثه فقال له: إن لك لغةً ما هي بلغة أهل البلد، فقال: أجل! أنا رجل من العرب، قال: من أيها؟ قال: من مضر! قال له الراهب: أفر أبشرك؟ قال: بلى! قال: فوالله إن هذا الذي ينتظر خروجه لمن مضر. قال: وما اسمه؟ قال: أنظر في كتبي! فنظر ورجع إليه فقال: إسمه محمد! فرجع سفيان وولد له غلامٌ فسماه محمداً. قال: فقالت عائشة: من هذا يا رسول الله؟ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لبعض من حضر: أنشدني كلمتك التي تقول فيها: الطويل
حَيِّ جَميعَ النّاسِ تَسْبِ عُقُولَهُمْ ... تَحِيَّتَكَ الأدنَى، فقد تَرفَعُ النَّغَل
فإن أظهَرُوا بِشراً فأَظْهِرْ جزاءَهُ، ... وإنْ سَتَروا عَنكَ القَبيحَ فلا تَسَلْ
فإنَّ الذي يُؤذيكَ منهم سَماعُهُ، ... وإنَّ الذي قد قيلَ خلفَكَ لم يُقَلْ
وأخبرنا المفضّل عن أبيه عن جده قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لابنه عبد الرحمن: يا بني! انسب نفسك تصل رحمك، واحفظ محاسن الشعر يحسن أدبك، فإن من لم يعرف نسبه لم يصل رحمه، ومن لم يحفظ محاسن الشعر لم يؤد حقاً ولم يقترف أدباً.
وعنه عن أشياخه قالوا: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: إرووا من الشعر أعفه، ومن الحديث أحسنه، ومن النسب ما تواصلون عليه، وتعرفون به. فرب رحمٍ مجهولةٍ قد عرفت فوصلت، ومحاسن الشعر تدل على مكارم الأخلاق وتنهى عن مساويها.
قال المفضل وقد روي عن الشعبي أنه قال: لو أن رجلاً من أقصى حجرٍ بالشام صار إلى أقصى حجرٍ باليمن، فاستفاد حرفاً من العلم ما رأيت عمره ذهب باطلاً، إذا كان لذلك واعياً فهماً.
وروي عن المقنع أنه قال لابنه: يا بني! حبب إلى نفسك العلم حتى ترأمه، ويكون لهوك وسكوتك. والعلم علمان: علمٌ يدعوك إلى آخرتك فآثره على ما سواه، وعلمٌ لتزكية القلوب وجلائها وهو علم الأدب، فخذ بحظك منه.
وعن المقنع عن أبيه عن الأصمعي قال: دخلت البادية من ديار فهم، فقال لي رجلٌ منهم: ما أدخل القروي باديتنا؟ فقلت: طلب العلم، قال: عليك بالعلم، فإنه أنسٌ في السفر، وزينٌ في الحضر، وزيادةٌ في المروءة، وشرفٌ في النسب، وفي مثل هذا يقول الشاعر: الكامل
عِيُّ الشَّريفِ يَشِيْنُ مَنصِبَهُ ... وابنُ اللَّئيمِ يَزْيْنُهُ الأدَبُ
وعنه عن أبيه عن الأصمعي قال: قدم رجلٌ من فزارة على الخليل بن أحمد وكان الفزاري عيياً، فسأل الخليل مسألةً فأبطأ في جوابها، فتضاحك الفزاري، فالتفت الخليل إلى بعض جلسائه فقال: الرجال أربعة: فرجل يدري ويدري أنه يدري، فذلك عالم فاعرفوه، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري، فذلك غافلٌ فأيقظوه؛ ورجل يدري ولا يدري أنه يدري، فذلك غافلٌ فأيقظوه؛ ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، فذلك مائق فاجتنبوه. ثم أنشأ الخليل يقول: الكامل
لو كنتَ تَعلَمُ ما أقولُ عذَرتَني ... أَوْ كنتُ أَجْهَلُ ما تقولُ عذَلتُكا
لَكِنْ جَهِلتَ مَقَالَتي فَعذَلْتَني ... وعلِمتُ أَنَّكَ مائقٌ فَعَذَرْتُكا
وأخبرنا أبو العباس عن موسى بن عبد الله قال: مر أبو عبيدة معمر بن المثنى برجلٍ ينشد شعراً، فطول فيه، فقال أبو عبيدة: أما أنت، فقد أتعبت نفسك بما لا يجدي عليك، وما كان أحسن أن تقصر من حفظك في هذا الشعر ما طال! ألم تعلم أن الشعر جوهرٌ لا ينفد معدنه فمنه الموجود المبذول، ومنه المعوز المصون، فعليك بالبحث عن مصونه يكثر أدبك، ودع الإسراع إلى مبذوله كيلا يشغل قلبك، ثم أنشد أبو عبيدة: الوافر
مصونُ الشّعرِ تحفَظُهُ فيكفي، ... وحَشوُ الشّعرِ يُورِثُك المَلالا
قال المفضل: ولم يبق أحدٌ من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلا وقد قال الشعر وتمثل به. فمن ذلك قول أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، يرثي النبي، صلى الله عليه وسلم: الوافر
أَجِدَّكَ ما لعَينِكَ لا تَنامُ ... كأنَّ جُفُونَها فيها كِلامُ
وقال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: الكامل
ما زِلْتُ مذْ وضَعوا فِراشَ مُحمَّدٍ ... كَيْما يُمرَّضَ خائفاً أتَوَجَّعُ
وقال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: الطويل
أَلا طَرَقَ النَّاعي بِلَيلٍ، فَراعَني ... وَأَرَّقَني لَمَّا استَقَرَّ مُنادِيَا
وقال عثمان بن عفان، رضي الله عنه: المتقارب
فيا عينِ أَبْكي ولا تَسْأَمي، ... وحُقَّ البُكاءُ على السَّيِّدِ
كتاب : جمهرة أشعار العرب
المؤلف : أبو زيد القرشي
منتديات الرسالة الخاتمة - البوابة