صبايا- Admin
- عدد المساهمات : 2010
تاريخ التسجيل : 31/10/2014
من طرف صبايا السبت ديسمبر 25, 2021 9:57 pm
بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مكتبة علوم القرآن
الوجيز في علم التجويد
●[ باب المتماثلين والمتقاربين والمتجانسين والمتباعدين ]●
إذا التقى الحرفان خطا –سواء التقيا لفظا أم لا– فإما أن يكونا متماثلين، أو متقاربين، أو متجانسين، أو متباعدين.
هذا، ودخل بقولنا: "خطا" نحو: إِنَّهُ هُوَ (1) لالتقاء الهاءين خطا فيعتبر من المتماثلين، وإن فصل بين الحرفين بالواو لفظا، لأجل صلة هاء الضمير.
وخرج نحو: أَنَا نَذِيرٌ (2) لعدم التقاء النونين خطا، فلا يعتبر من المتماثلين وإن التقى الحرفان لفظا، فالمعتبر هو الالتقاء في الخط.
ولنشرع في بيان كل من المتماثلين، والمتقاربين، والمتجانسين، والمتباعدين تفصيلا فنقول:
● المتماثلان ●
المتماثلان: هما الحرفان اللذان اتحدا مخرجا وصفة كالباءين، واللامين مثل: اذْهَب بِّكِتَابِي (3) فَقَالَ لَهُمُ (4)
والمتقاربان:
هما الحرفان اللذان تقاربا مخرجا وصفة، أو مخرجا فقط، أو صفة فقط. فالتقارب ثلاثة أقسام:
1. تقارب في المخرج والصفة معا:
مثل: وَقُل رَّبِّ (5) فبين اللام والراء تقارب في المخرج كما هو ظاهر، وتقارب في الصفة؛ لاتفاقهما في أكثر الصفات، فالتقارب في الصفة معناه أن يتفق الحرفان في أغلب الصفات.
2. تقارب في المخرج فقط:
مثل: قَدْ سَمِعَ (6) فبين الدال والسين تقارب في المخرج كما علمت في باب المخارج، ولا تقارب بينهما صفة، لاختلافهما في أكثر الصفات.
3. تقارب في الصفة فقط:
مثل: بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ (7) فالتاء والشين متقاربان صفة لاتفاقهما في أغلب الصفات، ولا تقارب بينهما مخرجا، لخروج التاء من طرف اللسان، والشين من وسطه كما تقدم.
● المتجانسان ●
والمتجانسان: هما الحرفان اللذان تجانسا -أي اتحدا- مخرجا، واختلفا صفة أو تجانسا صفة، واختلفا مخرجا. فالتجانس قسمان:
1.تجانس في المخرج فقط:
مثل: قَد تَّبَيَّنَ (8) فبين الدال والتاء تجانس في المخرج، فهما يخرجان من طرف اللسان ومن الثنيتين العلييين كما عرفت.
2.تجانس في الصفة فقط:
مثل: قَدْ جَعَلَ (9) فبين الدال والجيم تجانس في الصفة؛ لاتحادهما في كل الصفات.
فالتجانس في الصفة معناه: أن يتحد الحرفان في جميع الصفات.
● المتباعدان ●
والمتباعدان: هما الحرفان اللذان تباعدا مخرجا، واختلفا صفة، مثل: تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ (10) فبين التاء والعين تباعد في المخرج.
فهذه سبعة أقسام، وهي: المتماثلان، والمتقاربان مخرجا وصفة، والمتقاربان مخرجا فقط، والمتقاربان صفة فقط، والمتجانسان مخرجا لا صفة، والمتجانسان صفة لا مخرجا، والمتباعدان.
فإذا تحرك الحرفان في كل قسم منها سمي كبيرا، وإذا سكن الأول سمي صغيرا، وإذا سكن الثاني سمي مطلقا، وبذلك يكون لاجتماع الحرفين خطا واحد وعشرون قسما.
قال صاحب لآلئ البيان:
إن يجتمعْ حرفان خطا قُسِّمَا . عشرين قِسْمًا بعد واحدٍ نما
فمتماثلان إن يتحدا . في مخرجٍ وصفةٍ كما بدا
ومتقاربان حيثُ فيهما . تقاربٌ, أو كان في أيِّهِما
ومتجانسان إن تطابقا . في مخرج, أو في الصفات اتفقا
ومتباعدان حيثُ مخرجا . تباعدا, والخلفُ في الصفات جَا
وحيثما تحرَّك الحرفان في . كلٍّ فَسَمِّ بالكبير واقْتَفِ
وسمِّ بالصغير حيثُما سكن . أولُها, ومطلقٌ في العَكْسِ عن
● حكم المتماثلين:
1. الصغير: حكمه الإدغام وجوبا للجميع، مثل: وَقَد دَّخَلُوا (11) اذْهَب بِّكِتَابِي (12) إلا إذا كان الأول حرف مد، أو هاء سكت.
فإذا كان الحرف الأول من المتماثلين حرف مد نحو: آمَنُوا وَعَمِلُوا (13) فِي يَوْمٍ (14) فلا بد من إظهاره للجميع، لئلا يزول المد بالإدغام.
وإذا كان الأول منهما هاء سكت، وذلك في قوله تعالى: مَالِيَهْ * هَلَكَ (15) بسورة الحاقة، ففيه الإظهار والإدغام، والإظهار أرجح، وكيفيته أن يسكت على هاء "ماليه" سكتة يسيرة من غير تنفس.
فمن أظهر مع السكت لاحظ أن المثل الأول هاء سكت، فالوقف عليها منوي، ومن أدغم فقد أجرى الوصل مجرى الوقف، واعتبرها كالحرف الأصلي.
2. الكبير: حكمه الإظهار لغير السوسي (16) ومثاله:
فِيهِ هُدًى (17) الْكِتَابَ بِالْحَقِّ (18)
3. المطلق: حكمه الإظهار للجميع، ومثاله: شَقَقْنَا (19)
● حكم المتقاربين:
1. الصغير: حكمه الإظهار، ومثاله: قَدْ سَمِعَ (20)
ويستثنى من ذلك اللام والقاف.
أما اللام فإنها تدغم في الراء مثل: وَقُل رَّبِّ (21) بَل رَّبُّكُمْ (22)
وأما القاف فإنها تدغم في الكاف، وذلك في قوله تعالى: أَلَمْ نَخْلُقكُّمْ (23) بالمرسلات.
بيد أنهم اختلفوا في هذا الإدغام، فبعضهم أدغم القاف في الكاف إدغاما كاملا فيصير النطق كافا مشددة، وبعضهم أدغمها إدغاما ناقصا وذلك بإبقاء صفة الاستعلاء، والأول هو الأصح.
فالإدغام الكامل: هو ما ذهب معه لفظ المدغم وصفته.
والناقص: هو ما ذهب معه لفظ المدغم وبقيت صفته.
قال صاحب اللآلئ:
وقافُ نخلقكم بكافِه ادُّغِمْ . معْ وصْفِ عُلْوٍ, والأصحُّ أن يَتِم
2. الكبير: حكمة الإظهار لغير السوسي، ومثاله: عَدَدَ سِنِينَ (24)
3. المطلق: حكمه الإظهار للجميع، ومثاله: سِدْرَةِ (25)
● حكم المتجانسين:
1. الصغير: حكمه الإظهار، مثل: قَدْ جَعَلَ (26)
ويستثنى من ذلك:
الدال: فإنها تدغم في التاء مثل: قَد تَّبَيَّنَ (27)
والذال: فإنها تدغم في الظاء مثل: إِذ ظَّلَمُوا (28)
والثاء: فإنها تدغم في الذال في يَلْهَث ذَّلِكَ (29) بالأعراف.
والباء: فإنها تدغم في الميم في ارْكَب مَّعَنَا (30) بهود.
والتاء: فإنها تدغم في الدال مثل: أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا (31)
وفي الطاء مثل: فَآمَنَت طَّائِفَةٌ (32)
هذا وتدغم الطاء في التاء إدغاما ناقصا، وذلك بإبقاء صفة الإطباق: مثل: بَسَطتَ (33) أَحَطتُ (34) فَرَّطتُ (35)
2. الكبير: حكمه الإظهار لغير السوسي، ومثاله: الصَّالِحَاتِ طُوبَى (36)
3. المطلق: حكمه الإظهار للجميع، ومثاله: أَفَتَطْمَعُونَ (37)
حكم المتباعدين: حكمه الإظهار مطلقا، سواء في ذلك الصغير، والكبير، والمطلق.
__________
(1) سورة البقرة: الآية (37). الآية (54).
(2) سورة العنكبوت: الآية (50).
(3) سورة النمل: الآية (28).
(4) سورة البقرة: الآية (243).
(5) سورة طه: الآية (114).
(6) سورة المجادلة: الآية (1).
(7) سورة النور: الآية (4)، الآية (13).
(8) سورة البقرة: الآية (256).
(9) سورة مريم: الآية (24).
(10) سورة الأنفال: الآية (2).
(11) سورة المائدة: الآية (61).
(12) سورة النمل: الآية (28).
(13) سورة البقرة: الآية (25).
(14) سورة إبراهيم: الآية (18).
(15) الآية (28)، الآية (29).
(16) السوسي هو: هو أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن مسرح الرستبي السوسي الرقي (أحد راويي قراءة أبي عمرو البصري في السبعة) مقرئ ضابط محرر ثقة، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أبي محمد اليزيدي وهو من أجل أصحابه وروى عنه قراءة أبي عمرو بن العلاء البصري توفي سنة 261هـ. (ابن الجزري: غاية النهاية في طبقات القراء جـ1، ص332،333 رقم 1446).
(17) سورة البقرة: الآية (2).
(18) سورة البقرة: الآية (176).
(19) سورة عبس: الآية (26).
(20) سورة المجادلة: الآية (1).
(21) سورة المؤمنون: الآية (29).
(22) سورة الأنبياء: الآية (56).
(23) الآية (20).
(24) سورة المؤمنون: الآية (112).
(25) سورة النجم: الآية (14).
(26) سورة مريم: الآية (24).
(27) سورة البقرة: الآية (256).
(28) سورة النساء: الآية (64).
(29) الآية (176).
(30) الآية (42).
(31) سورة يونس: الآية (89).
(32) سورة الصف: الآية (14).
(33) سورة المائدة: الآية (28).
(34) سورة النمل: الآية (22).
(35) سورة الزمر: الآية (56).
(36) سورة الرعد: الآية (29).
(37) سورة البقرة: الآية (75).
● [ باب المد والقصر ] ●
● المد:
لغة: الزيادة.
واصطلاحا: إطالة الصوت بحرف من حروف المد الآتي ذكرها.
● والقصر:
لغة: الحبس.
واصطلاحا: إثبات حرف المد من غير زيادة عليه.
وقد اجتمعت حروف المد بشروطها في كلمة نُوحِيهَا وهي الواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها، والألف ولا تكون إلا ساكنة، ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا، فهي دائما حرف مد بخلاف الواو والياء، فتارة يكونان حرفي مد إذا سكنا وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء، وتارة يكونان حرفي لين إذا سكنا وانفتح ما قبلهما مثل: خَوْفٌ (1) بَيْتٍ (2).
● أقسام المد:
ينقسم إلى قسمين: أصلي، وفرعي:
فالأصلي: هو الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به، ولا يتوقف على سبب من سببي المد، وهما الهمز أو السكون.
وسمي أصليا لأنه أصل للفرعي، ويسمى أيضا مدا طبيعيا؛ لأن صاحب الطبيعة السليمة لا ينقصه عن مقداره، ولا يزيد عليه.
ومقدار مده: حركتان.
وينقسم المد الطبيعي إلى قسمين: كلمي، وحرفي.
1. فالكلمي: مثل مَالِكِ (3) كَثِيرَةً (4) مَرْفُوعَةٍ (5) وسمي كلميا لوجود حرف المد في كلمة.
2. والحرفي: لا يوجد إلا في فواتح بعض السور، وذلك في خمسة أحرف مجموعة في "حي طهر".
فالحاء: في حم (6) في سوره السبع.
والياء: في أول مريم كهيعص و يس
والطاء: في طه و طسم أول الشعراء والقصص، و طس أول النمل.
والهاء: في أول مريم، وطه.
والراء: في الر أول يونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر، وفي المر أول الرعد.
وإنما مدت هذه الأحرف الخمسة مدا طبيعيا؛ لأنها حروف ثنائية -أي هجاؤها تلاوة حرفان- فليس بعد حرف المد فيها ساكن.
والفرعي: هو الذي يتوقف على سبب من سببي المد، وهما الهمز أو السكون، فله سببان.
● أنواع المد الفرعي:
للمد الفرعي خمسة أنواع، وهي:
1.المتصل:
وهو حرف مد أتى بعده همز متصل به في كلمة واحدة، مثل: السَّمَاءِ (7) النَّسِيءُ (8) قُرُوءٍ (9) .
وسمي متصلا لاتصال الهمز بحرف المد في كلمة واحدة.
مقدار مده عند حفص: أربع حركات، أو خمس.
هذا وفي المتصل الموقوف عليه إذا كانت همزته متطرفة مثل: اسْتِحْيَاءٍ (10) وجه ثالث: وهو مده ست حركات لأجل الوقف.
أما إذا كانت همزته متوسطة مثل: الأرَائِكِ (11) فليس فيه إلا الوجهان السابقان، وهما مده أربعا أو خمسا، وصلا ووقفا.
وحكم المتصل: الوجوب.
وإنما كان واجبا، لوجوب مده عند جميع القراء، فزادوه على المد الطبيعي، وإن تفاوتوا في مقدار هذه الزيادة.
ولذلك قال المحقق ابن الجزري: فوجب ألا يعتقد أن قصر المتصل جائز عند أحد من القراء، وقد تتبعته فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة، بل رأيت النص بمده.
2. المنفصل:
وهو حرف مد أتى بعده همز منفصل عنه في كلمة أخرى مثل بِمَا أُنْزِلَ (12) قَالُوا آمَنَّا (13) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ (14) .
وسمي منفصلا؛ لانفصال الهمز عن حرف المد.
ومقدار مده عند حفص: أربع حركات أو خمس من طريق الشاطبية.
وحكم المنفصل: الجواز.
وإنما كان جائزا؛ لجواز مده وقصره عند القراء، فهناك من مده وهناك من قصره، فلم يجمعوا على مده كالمتصل، وحفص من الذين يمدونه من طريق الشاطبية.
ووجه المد في كل من المتصل والمنفصل: أن حرف المد ضعيف، والهمز قوي، فزيد في المد تقوية للضعيف عند مجاورة القوي، وقيل: ليتمكن من النطق بالهمز.
3. البدل:
وهو حرف مد تقدم عليه همز، مثل: آمَنُوا (15) إِيمَانًا (16) أُوتِيَ (17) .
وسمي بدلا؛ لإبدال حرف المد من الهمز، فأصل الكلمات السابقة أأمنوا، وإئمان، وأؤتي. أبدلت الهمزة الثانية حرف مد من جنس حركة ما قبلها وجوبا.
ومقدار مده: حركتان.
وحكم البدل: الجواز.
وإنما كان جائزا؛ لجواز مده وقصره عند القراء.
وحفص من الذين يقصرونه.
4. العارض:
وهو حرف مد أتى بعده سكون عارض لأجل الوقف مثل: الْبَيَانَ (18) نَسْتَعِينُ (19) الْمُفْلِحُونَ (20) . في حالة الوقف.
وسمي عارضا؛ لعروض المد بعروض السكون.
مقدار مده:
في ثلاثة أوجه لجميع القراء:
القصر: ومقداره حركتان.
والتوسط: ومقداره أربع حركات.
والمد: ومقداره ست.
فمن قصره لم يعتد بالسكون لعروضه.
ومن مده اعتد بالسكون وقاسه على اللازم.
ومن وسَّطه اعتد بالسكون، ولاحظ عروضه فحطه عن الأصل.
وحكم العارض: الجواز.
وإنما كان جائزا؛ لجواز مده وقصره عند كل القراء.
واعلم أن العارض للسكون إن كان منصوبا مثل: الْبَيَانَ (21) ففيه ثلاثة أوجه، وهي: القصر، والتوسط، والمد.
وإن كان مجرورا مثل: يَوْمِ الدِّينِ (22) ففيه أربعة أوجه، وهي: الثلاثة السابقة مع السكون المحض، والروم مع القصر فقط؛ لأن الروم كالوصل، وليس في "الدين" وصلا إلا القصر.
وإن كان مرفوعا نحو: نَسْتَعِينُ (23) ففيه سبعة أوجه، وهي: القصر، والتوسط، والمد، مع السكون المحض، ومع الإشمام، والروم مع القصر.
هذا، وفي المتصل الذي عرض سكون همزته لأجل الوقف ثلاثة أوجه إن كان منصوبا مثل: وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ (24) وهي مده أربع حركات، أو خمسا، أو ستا، مع السكون المحض.
وإن كان مجرورا نحو: مِنَ السَّمَاءِ (25) ففيه خمسة أوجه، وهي: مده أربعا، أو خمسا، أو ستا مع السكون المحض، ومده أربعا أو خمسا مع الروم، وقد تقدم أن الروم كالوصل، وليس في السماء وصلا إلا أربع حركات، أو خمس.
وإن كان مرفوعا نحو: يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ (26) ففيه ثمانية أوجه: وهي مده أربعا، أو خمسا، أو ستا مع السكون المحض، ومع الإشمام، ومده أربعا، أو خمسا مع الروم.
والروم:
هو الإتيان ببعض الحركة، ويكون في المرفوع، والمضموم، والمجرور، والمكسور.
والإشمام:
هو ضم الشفتين بعيد سكون الحرف، ويكون في المرفوع والمضموم فقط. وسنوضح ما يتعلق بهما بالتفصيل –إن شاء الله- في باب الوقف على أواخر الكلم.
هذا، ويلحق اللين وقفا بالعارض للسكون، ففي الوقف على نحو: خَوْفٌ (27) و الْبَيْتَ (28) ثلاثة أوجه، وهي: القصر، والتوسط، والمد إلا أن الطول في اللين قليل.
ثم إنه إن كان منصوبا ففيه الثلاثة المتقدمة، وإن كان مجرورا ففيه أربعة أوجه، وإن كان مرفوعا ففيه سبعة، كما تقدم في العارض.
5- اللازم:
وهو حرف مد أتى بعده سكون لازم وصلا ووقفا، مثل: الصَّاخَّةُ (29) آلآن (30) بيونس، الم (31) .
ومقدار مده: ست حركات عند الجميع.
وسمي لازما؛ للزوم سببه -وهو السكون-، أو للزوم مده ست حركات.
وحكم اللازم: اللزوم.
وإنما كان لازما؛ لالتزام جميع القراء مده ست حركات للفصل بين الساكنين.
فقد ظهر لك مما تقدم أن للمد الفرعي ثلاثة أحكام.
1. الوجوب: وهو حكم للمتصل وحده.
2. والجواز: وهو حكم لثلاثة أنواع: المنفصل، والبدل، والعارض.
3. واللزوم: وهو حكم للمد اللازم وحده.
قال صاحب التحفة (32)
للمد أحكامٌ ثلاثةٌ تدوم . وهي الوجوب والجواز واللزوم
فواجبٌ إن جاء همزٌ بعد مد . في كلمة وذا بمتصل يُعد
وجائزٌ مَدٌّ وقصرٌ إن فُصِل . كلٌّ بكلمة وهذا المنفصل
ومثل ذا إن عرض السكون . وقفا كتعلمون نستعين
أو قُدِّم الهمزُ على المد وذا . بدل كآمنوا وإيمانا خُذَا
ولازمٌ إنِ السكونُ أُصِّلا . وصلا ووقفًا بعد مدٍّ طُوِّلا
● أقسام المد اللازم
ينقسم المد اللازم إلى كلمي، وحرفي.
وكل منهما إما أن يكون مثقلا وإما أن يكون مخففا، فله أربعة أقسام.
فالكلمي: هو حرف مد أتى بعده سكون لازم في كلمة، فإن أدغم ساكنه فيما بعده فهو المثقل مثل: الْحَاقَّةُ (33) الضَّالِّينَ (34) أَتُحَاجُّونِّي (35) .
وإن لم يدغم ساكنه فيما بعده فهو المخفف، وذلك في لفظ "آلآن" في موضعي يونس فقط، وهما: آلآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (36) آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ (37) وسمي كلميا؛ لاجتماع المد والسكون في كلمة.
وسمي المثقل مثقلا؛ لوجود التشديد بعد حرف المد، إذ الحرف المشدد أثقل.
وسمي المخفف مخففا؛ لعدم وجود التشديد بعد حرف المد، فالساكن غير مدغم.
والحرفي: هو حرف مد أتى بعده سكون لازم في حرف هجاؤه ثلاثة أحرف وسطها حرف مد، وسمي حرفيا؛ لوجود حرف المد مع السكون في حرف.
هذا، واللازم الحرفي لا يوجد إلا في فواتح بعض السور.
والحروف التي تمد مدا لازما سبعة: وهي مجموعة في قول بعضهم: "سنقص علمك" ما عدا العين.
فالسين: في أول الشعراء، والقصص، والنمل، وفي يس، وفي حم * عسق أول الشورى.
والنون: في ن وَالْقَلَمِ (38) فقط.
والقاف: في أول الشورى، وفي ق وَالْقُرْآنِ (39) .
والصاد: في المص في أول الأعراف، وفي كهيعص أول مريم، وفي ص وَالْقُرْآنِ (40) .
واللام: في الم (41) الر (42) المص (43) المر (44) .
والميم: في الم المص المر طسم (45) حم (46)
والكاف: في أول مريم فقط.
فهذه الأحرف السبعة تمد مدا لازما باتفاق، ويسمى المد مدا لازما حرفيا، فإن أدغم ساكنه فيما بعده كان مثقلا وإن لم يدغم كان مخففا.
مثال المثقل: "لام" من "الم" لوجود الإدغام، و "سين" من "طسم" لوجود الإدغام كذلك.
ومثال المخفف: "ميم" من "الم"، و "ق" لعدم وجود الإدغام.
وأما العين: فموجودة في أول "مريم، والشورى" وفيها للجميع وجهان:
الطول: وهو الأفضل قياسا على الأحرف السبعة السابقة.
والتوسط: لسكون الياء وانفتاح ما قبلها، فهي حرف لين لا حرف مد، فأعطيت حكما أقل من حرف المد لمزيَته على اللين.
هذا، وإذا تغير سبب المد جاز المد والقصر، وذلك في قوله تعالى: الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ (47) أول سورة آل عمران، في حالة وصل "الم" بلفظ الجلالة.
فإن الميم من لفظ "الم" قد حركت بالفتح لاجتماعها ساكنة مع لام الجلالة، وطبيعي أن همزة الوصل لا ينطق بها وصلا.
فمن أشبع نظر إلى الأصل -وهو سكون الميم- ولم يعتد بالحركة لأنها عرضت للتخلص من الساكنين.
ومن قَصر نظر إلى الحركة العارضة، وكان التخلص من الساكنين هنا بالفتح حرصا على تفخيم لفظ الجلالة.
أما إذا وقفت على "آلم" فلا بد من الإشباع؛ لأن الميم قد عاد إليها سكونها الأصلي.
والحروف الهجائية الموجودة في فواتح بعض السور أربعة عشر حرفا وتنقسم إلى أربعة أقسام:
1. ما يمد مدا لازما، وهو حروف "سنقص علمك" ما عدا العين.
2. ما فيه الوجهان -المد، والتوسط- وهو "عين".
3. ما يمد مدا طبيعيا، وهو الحروف الخمسة المتقدمة في المد الأصلي، والمجموعة في قولهم: "حي طهر".
4. ما لا يمد أصلا وهو "ألف" لكون هجائه ثلاثة أحرف ليس وسطها حرف مد، وهو موجود في "الم"، "الر"، "المص"، "المر".
وينبغي أن يعلم أنه إذا كان حرف المد في كلمة، والحرف الساكن في كلمة أخرى حذف حرف المد في الوصل، مثل: وَقَالُوا اتَّخَذَ (48) وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ (49) وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ (50).
● مراتب المدود
للمدود مراتب خمس:
فأقواها المد اللازم، فالمتصل، فالعارض، فالمنفصل، فالبدل.
فإذا اجتمع سببان من أسباب المد أحدهما قوي والآخر ضعيف عمل بالقوي، وألغي الضعيف، مثل وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ (51) فحرف المد -وهو الألف في "آمين" باعتبار تقدم الهمز عليه- يعد بدلا وباعتبار تأخر السكون اللازم بعده يسمى لازما، فيمد ست حركات إعمالا للمد اللازم لقوته، ويلغى البدل لضعفه.
ومثل: وَجَاءُوا أَبَاهُمْ (52) فالواو المدية باعتبار تقدم الهمز عليها تسمى بدلا وباعتبار تأخر الهمز عنها في كلمة أخرى تسمى منفصلا فيعمل بالمنفصل لقوته، فيمد أربع حركات أو خمس، ويلغى البدل لضعفه.
قال صاحب لآلئ البيان في تجويد القرآن: أقوى المدود لازم فما اتصل
فعارض فذو انفصال فبدل
وسببا مدٍّ إذا ما وجدا
فإن أقوى السببين انفردا
__________
(1) سورة البقرة: الآية (38).
(2) سورة آل عمران: الآية (96).
(3) سورة الفاتحة: الآية (4).
(4) سورة البقرة: الآية (245).
(5) سورة الواقعة: الآية (34).
(6) أول السور (غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف).
(7) سورة البقرة: الآية (19).
(8) سورة التوبة: الآية (37).
(9) سورة البقرة: الآية (228).
(10) سورة القصص: الآية (25).
(11) سورة الكهف: الآية (31).
(12) سورة البقرة: الآية (4).
(13) سورة البقرة: الآية (14).
(14) سورة الفجر: الآية (28).
(15) سورة البقرة: الآية (9).
(16) سورة آل عمران: الآية (173).
(17) سورة البقرة: الآية (136).
(18) سورة الرحمن: الآية (4).
(19) سورة الفاتحة: الآية (5).
(20) سورة البقرة: الآية (5).
(21) سورة الرحمن: الآية (4).
(22) سورة الفاتحة: الآية (4).
(23) سورة الفاتحة: الآية (5).
(24) سورة الحج: الآية (65).
(25) سورة البقرة: الآية (19).
(26) سورة آل عمران: الآية (129).
(27) سورة البقرة: الآية (38).
(28) سورة البقرة: الآية (125).
(29) سورة عبس: الآية (33).
(30) سورة يونس: الآية (51، 91).
(31) سورة البقرة: الآية (1).
(32) سبقت ترجمته في ص 30.
(33) سورة الحاقة: الآيات (1 ، 2 ، 3).
(34) سورة الفاتحة: الآية (7).
(35) سورة الأنعام: الآية (80).
(36) الآية (51).
(37) الآية (91).
(38) سورة القلم: الآية (1).
(39) سورة ق: الآية (1).
(40) سورة ص: الآية (1).
(41) فاتحة سورة البقرة، آل عمران، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة.
(42) فاتحة سورة يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الحجر.
(43) فاتحة سورة الأعراف.
(44) فاتحة سورة الرعد.
(45) أول سورة الشعراء والقصص.
(46) في سورها السبع (غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف)
(47) الآية (1) ، الآية (2).
(48) سورة البقرة: الآية (116).
(49) سورة الحج: الآية (35).
(50) سورة النمل: الآية (15).
(51) سورة المائدة: الآية (2).
(52) سورة يوسف الآية: (16).
كتاب : الوجيز في علم التجويد
المؤلف : محمود سيبويه البدوي
منتديات الرسالة الخاتمة - البوابة