بّسم الله الرّحمن الرّحيم موسوعة تفسير الأحلام تأويل الاشارات في علم العبارات تأويل رؤيا الأنبياء والصحابة والتابعين القضاة والعلماء والفقهاء والشهود
● [ أولآ: تأويل رؤيا ] ● الأنبياء عليهم السلام
رؤيا أولى العزم من الرسل رؤيا أولى العزم من الرسل تدل على العز والشرف ورؤيا الرسل تدل على الظفر والنصر ورؤيا النبي دين وديانة وأداء أمانه. ومن رأى النبي من الأنبياء فرحا مسروراً ذا بشاشة يدل على العز والجاه والظفر، وإن رآه غضبان عبوس الوجه يدل على الشدة والعلة وربما يجد يعدها فرجاً، وإن رأى أنه سمع أو أخذ شيئا من نبي يصيب نصيبا من علم ذلك النبي ويكون مسرورا. ومن رأى نوحا يطول عمره ولكن يصادفه من الاعداء ضرر وتعب وعاقبة الأمر يحصل مراده، وقيل من رأى نوحا يكون له أعداء وجيران يحسدونه وينجيه الله تعالى من شرهم وينتقم الله منهم. وقيل من رأى إبراهيم فإنه يحج وقيل يصل إليه جور من سلطان ظالم وقال بعضهم يخالف أبويه، وقيل من رأى إبراهيم فإنه يرزق محبة الله تعالى ويذهب همه وغمه ويصيب خيرا ودنيا واسعة. ومن رأى موسى عليه السلام فإنه يبتلي بالأهل والعيال ثم يستقيم حاله ويظفر لقوله تعالى (ووهبنا له أخاه هارون نبيا) وقال بعضهم يهلك في تلك الديار سلطان ظالم، وقيل من رأى موسى فإنه يدل على أنه رجل مغلوب ثم يظفر بالنصر على أعدائه ويقهر من يعاديه، وإن كان في بحر ينجو سالما، ومن أعطى له عصا موسى في منامه فإنه يرزق علم الكيمياء حقا وينجو مما يخاف، ومن أعطى سيف على يرزق الشجاعة حقا. ومن رأى عيسى فإنه يحيى أشغاله الميتة ويقوى على الطاعات ويحصل له التوفيق لفعل الخيرات، وقيل من رأى عيسى يرزق العبادة والزهد والتقوى وربما كثرت أسفاره وينجو مما يخاف وربما يرزق علم الطب حتى لا يكون في زمانه مثله. ومن رأى أمه مريم فانها آية عظيمة تظهر في ذلك الموضع. ومن رأى المصطفى صلى الله عليه وسلم فإنه يحصل له الفرج بعد الغم ويقضى دينه، وإن كان محبوساً أو مقيداً فإنه يخلصه من حبسه وقيده ويأمن من خوفه، وإن كان في ضيق وقحط توافرت النعمة والخير عليه، وأما إذا كان غنياً فإنه يزداد غنى وقال أبو هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي " وقيل رؤيته عليه الصلاة والسلام تدل على سعادة العقبى، وقيل ان كان مغلوباً ينتصر على أعدائه وإن كان مريضاً شفاه الله تعالى. رؤيا غيرهم من الأنبياء والرسل من رأى آدم عليه السلام إن كان أهلاله يصيب السيادة والولاية العظيمة لقوله تعالى (اني جاعل في الأرض خليفه) وإن لم يكن أهلاله يتوب لقوله تعالى (فتاب عليه وهدى). ومن رأى أنه كلم آدم عليه السلام يحصل له علم ومعرفة لقوله تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها). ومن رأى إنه لم يطع آدم عليه السلام يدل على نحو سته وعصيانه، وقيل من رأى آدم فهو حصول خير، وإن رأى أنه ذبح آدم فإنه عاق لوالديه أو معلميه. ومن رأى حواء يدل على وجدان دولة الدنيا وازدياد مال ونعمة وأولاد وإصابة مراد بهوى. ومن رأى شيثاً يكون عيشه طيباً ويحصل له مال وأولاد، وقيل من رأى شيئاً فإنه يدل على أنه وصى ومقدم على أمور عظام وانه يوفي بالوصية ويؤديها حقها لأن شيثاً كان وصيا على وجه الأرض. ومن رأى ادريس يحسن أمره ويكون عاقبته محموده وقيل من رأى ادريس يدل على اجتهاد في العبادة وان يكون فيها بصيرا فإن ادريس كان أعدل أهل زمانه وأعرفهم بالحكمة. ومن رأى هودا فإن الأعادي تتسلط عليه وهو يظهر عليهم، وقيل من رأى هودا فإنه يفوز برشد وخير وينجو قوم من سوء على يديه. ومن رأى لوطا فإنه يتحول من مكان إلى مكان وعاقبة أمره تكون محمودة في تسهيل اشغاله، وقيل من رأى لوطا فإنه يكون له امرأة فاسقة لا خير فيها فلينظر في مصلحته معها وإن كان ممن يعمل عمل قومه فليتق الله وليتب. ومن رأى صالحاً فتعبير من إشتقاق اسمه. ومن رأى إسماعيل يعلو قدره وتقضى حوائجه، وقيل من رأى إسماعيل يدل على إنسان صدوق، أو يوعده أحد بوعد ويصدق فيه. ومن رأى إسحاق يحصل له بشارة وفتح وغنيمة لقوله تعالى (وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين) وقيل من رأى إسحاق فإنه نجاة من عقوق أصله. ومن رأى يعقوب فإنه يصل إليه هم وغم من جهة الأولاد ويفرح بعد ذلك، وقيل من رأى يعقوب فإن كان غائبا يأتي بخير وبشارة. ومن رأى يوسف فإنه يحصل له من جهة أقاربه بهتان وفي عاقبته يصل إلى مرتبة السلطنة ويعلو قدره ويبلغ مراده، وقيل من رأى يوسف ربما يحصل له هم من قبل امرأة وعاقبته إلى خير وربما دلت رؤيته على بشرى. ومن رأى شعيبا فإن الناس يقهرونه ثم بعد ذلك يظفر على من يقهره. ومن رأى هرون يكون خليفة أو رجلاًكبيراً يصيبه بلاء وخصومة وتكون عاقبته إلى خير. ومن رأى اليسع تيسر امره العسير. ومن رأى داود فإنه يحصل له ضرر وضيق صدر من جهة العيال، وقيل من رأى داود يكون خليفة في أهله وربما ينال خير أو حكماً وملكاً، وربما يبتلى بسبب امرأة، وربما كان عنده شيء مدخر فأثر فيه السوس فليفقده. ومن رأى سليمان فإنه يعلو قدره ويصل إلى مرتبة السلطان ان كان ممن يليق به ويزداد ماله ونعمته وقيل نفاذ أمر وحصول خير على كل حال، وقيل من رأى سليمان فإنه يدل على السفر والرجوع عنه عن قريب وربما ينال سلامة لاشتقاق الاسم. ومن رأى زكريا فإنه الله تعالى يوفقه لفعل الخيرات، وقيل من رأى زكريا فإنه يرزق ولدا صالحا. ومن رأى يحيى فإنه يتجنب عن اكتساب الدنيا وأشغالها ويكون مشغولا بأشغال الآخرة، وقيل من رأى يحيى فإنه يدل على حياة دولة وبشرى وخير. ومن رأى الخضر فإنه يسافر سفراً بعيداً بالسعة والأمان، وقيل من رأى الخضر فإنه يحج ويكون عمره طويلاً. ومن رأى إلياس فإنه يسهل عليه الأمور الصعاب، وقيل من رأى إلياس فإنه يدل على أنه يدعو الله تعالى فيستجاب له. ومن رأى أيوب فإنه يخلص من الأمراض والأوجاع وتنصلح أحواله، وقيل من رأى أيوب فإن كان مريضا أو عنده مريض يحصل له الشفاء من الله تعالى. ومن رأى يونس فإنه يحصل له الفرج بعد الشدة والسرور بعد الثبور ويخرج من الظلمات إلى النور، وقيل من رأى يونس فإنه يخرج من الضيق إلى الفضاء. ومن رأى ذا الكفل فإن كان ممن تليق به الكفالة فإنه يتقلدها وإن لم يكن فيؤتمن أمانة. ومن رأى لقمان يرزقه الله تعالى حكمة وسداداً ورأيا صالحاً. ومن رأى ذا القرنين فإنه يتبع رجلاًكبيراً ويشفع عنده وتقبل شفاعته وتمضى حاجته. ومن رأى أنه يزور نبياً من الأنبياء سواء كان حياً أو ميتاً فإن ذلك يؤول على ثلاثة أوجه الأول ان كان متقياً زادت تقواه، وإن كان عاصياً تاب الله عليه، والثاني يزوره كما رأى أو حصول خير وبركة، والثالث دليل أنه من أهل الجنة ومن الفائزين. ومن رأى أنه يسب نبياً فإنه يطعن فيما أتى به. ومن رأى نبيا ازداد طولاً أو عرضاً عما هو فتكون في الناس فتنة. ومن رأى أحداً منهم عليهم السلام وهو شيخ كبير فإنه يكون راحة لأهل ذلك المكان. ومن رأى أحداً منهم وهو في صورة حسنة فإنه صلاح في دينه ودنياه. ومن رأى أن أحداً منهم ألبسه شيئاً من متاع الدنيا أو أعطاه فهو حصول بركة وشفاعة يوم القيامة. ومن رأى أنه غطى أحداً منهم بشيء من متاع الدنيا فإنه يهمل سنته وليس ذلك بصالح وإن أعطاه شيئاً مما يستحب نوعه فإنه يفعل الخيرات. ومن رأى أنه نبش قبر أحد من الأنبياء فإنه يتبع سنته، وإن وجد من عظمه شيئاً يكون اتباعه أبلغ وحصل مراده من ذلك. ومن رأى أحداً من الأنبياء وهو يأمره بما يخالف الشريعة يكون ذلك نهياً له وزجراً وتهديداً لقوله عليه السلام: إذا لم تستح من الله فاصنع ما شئت فإن ذلك ليس بأمر على فعل وإنما هو تهديد. ومن رأى أحداً من الأنبياء فيه نقصان فإنه يدل على نقصان دين الرائي فليتق الله. ومن رأى أحداً من الأنبياء على غير صورة حسنة فهو قريب من ذلك. ورؤيا الأنبياء أو أحد منهم يؤول على أحد عشر وجهاً رحمة ونعمة وعز وعلو قدر ودولة وظفر وسعادة ورياسة وقوة أهل السنة والجماعة والخير في الدنيا والآخرة وراحة لأهل ذلك المكان. وقال من رأى أنه يناقش أحداً من الأنبياء ويجادله ويرفع عليه صوته فإن ذلك بدعة قد أحدثها في الدين والسنن. ومن رأى أنه يقتله فلينظر فيما يروى عنه فليتق الله تعالى ولينته. ومن رأى أنه يلبس ملبوس الأنبياء فإنه صالح لدينه ودنياه. ومن رأى أنه صار نبيا فإنه يموت شهيداً أو يرزق الصبر والعبادة والاحتساب على المصائب. ومن رأى أنه يفعل بعض أفعال النبيين من العبادة والبر فهو دليل على حسن دينه وصحة يقينه للشرع وإذا رأى ما لا يناسب فيها فهو ضد ذلك وقيل تفريج هم وغم. ومن رأى أحداً منهم وفيه نقصان أو عيب فإنه قلة دين.
رؤيا الصحابة من رأى أبا بكر الصديق رضي الله عنه وهو فرحان طلق الوجه فإنه فرح وسرور على قول ابن سيرين، وقيل تحصيل علم ومن رآه في مكان معروف وهو على هذه الهيئة فإنه حصول خير لأهل ذلك المكان وإن رآه وهو عبوس فهو ضد ذلك، وقيل من رأى أبا بكر فإنه يكون صدوقا أمينا كثير الخير. ومن رأى عمر رضي الله عنه قال ابن سيرين يكون حسن السيرة وقيل يكون طويل العمر والفضل قوالاً للحق فعالاً للخير مزهقا للباطل وربما يرزق الطواف بالبيت العتيق. ومن رأى عثمان رضي الله عنه فإنه يدل على الحياء والزهد والورع والرياضة وقيل يكون خيراً فاضلاً وربما يقتل ظلماً. ومن رأى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فإنه يكون عالي المحل ورفيع المكان وطلق اللسان وشجاعاً وقوى القلب مؤثراً مصدقاً، وقيل من رآه وهو طلق الوجه ينال علماً وشجاعة ومن رآه حياً في مكان ينال أهل ذلك المكان العلم والعدل والإنصاف ويرفع عنهم الجور والإجحاف. ومن رأى أحداً من الصحابة رضي الله عنهم فليتأول من اشتقاق اسمه مثل سعد وسعيد فإنه يكون سعيدا ومسعودا وسديد الرأي وربما حسنت أفعاله وقيل من رأى أحداً منهم يكون في طريق دين الإسلام قوياً ذا رياضة وصادق الأقوال وحسن الافعال، وربما يقتدى بأفعال من رآه منهم لقوله عليه السلام: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم. ورؤيا الحسن والحسين تدل على الاتصال ببعض الاكابر وينال خيرا وراحة وربما يموت شهيدا. ومن رأى جعفر الطيار فإنه يحج ويغزو. ومن رأى أبا هريرة أو أنس بن مالك فإنه يكون راغباً لسنن النبي صلى الله عليه وسلم ويكون ميله إلى علمه وشريعته ويطول عمره. ومن رأى سلمان الفارسي يرزقه الله تعالى العلم والقرآن. ومن رأى سعد بن أبي وقاص يكون ميله إلى الغزو. ومن رأى عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود فإنه يشتغل بمهمات العبادات ويجتهد في أفعال الدين. ومن رأى بلالا فإنه يأمر بالمعروف ويكون ذا ذكر على رؤوس الخلائق وعلى الجملة رؤيا صحابة النبي خير ومنفعه في الدنيا والآخرة. رؤيا التابعين ومن رأى أحداً من التابعين اعطاه شيئاً أو كلمة أو خالطه فإنه حصول خير على كل حال ما لم يكن في الرؤيا ما ينكر في اليقظة فيؤول بحسب ذلك وقيل رؤيا التابعين تدل على اتباع معروف وسلوك طريق الخير. رؤيا الخلفاء من رأى أحد الخلفاء بشاش الوجه سليم الطبع يتلفظ معه بلين الكلام فإنه يحصل له خير الدنيا والآخرة وإن رآه وهو يأمر بفعل في مستخلصه فإنه يصيب شرفا وذكراً عالياً وخيراً عاجلاً في دنياه وآخرته. ومن رأى أن الخليفة كتب له عهداً مكملاً بولاية فإنه لا يزال معاهد الله على الدين والتقوى وقيل من رأى أن الخليفة ولاه على قوم فإنه يحصل له شرف وإن كان من أهل الولايات حصل له ذلك ولا يسود قومه. ومن رأى أن الخليفة كساه أو حمله أو أركبه أو أعطاه شيئا من متاع الدنيا فإنه يصيب سلطاناً وعزاً وفخراً بقدر ما ينسب إليه ذلك العطاء. ومن رأى أنه يعاقبه أو جرى بينهما كلام البر فإنه يصلح حاله عنده أو غيره من الاعيان. ومن رأى أن الخليفة يخاصمه فإنه يظفر بحاجته وينصر على أعدائه. ومن رأى وجه الخليفة عبوساً ينظر إليه بعين الغضب أو رأى فيه نقصا أو خللا فإنه نقصان في دين الرائي والخلل عائد إليه. ومن رأى أنه صار خليفة ان لم يكن أهلاً لذلك فإنه يشتهر بشهرة قبيحة، وقيل يصل إليه خبر سوء أو يحصل له أمر يؤدي إلى الضرر ومن حيث الجملة لا خير في ذلك. ومن رأى أنه يأكل مع الخليفة في إناء أو أطعمه شيئا فإنه يصيبه حزن بقدر ما أكل. ومن رأى أنه هو والخليفة على فراش واحد فإنه يشركه في أمره أو يوليه مكانا يحكم فيه وقيل اما ان يتزوج امرأة من بيت الخليفة أو يهبه جارية. ومن رأى شريفا فإنه يدل على الشرف للرائي، وقيل رؤية الشرفاء تدل على أكابر الأقوام وأشرافهم. ومن رأى أنه صار شريفا فإنه يسود على قوم ولا بأس برؤيا الشريف.
رؤيا القضاة ومن رأى أنه صار قاضياً وهو يحكم بين الخلق ولم يكن أهلا لذلك قال ابن سيرين إذا لم يكن قاضياً ورأى ذلك يحصل له ضرر وبلاء ومحنة وعناء ويذهب ما بيده من مال وأثاث وإن كان في سفر تقطع الطريق عليه ويلقى تعبا ومشقة ويتلف ماله وإن كان عالما يليق بالقضاء فإنه يصير قاضياً وتستقيم أحواله وتنتظم أشعاله. ومن رأى أنه صار قاضياً معروفاً أو رأى قاضياً معروفاً فإنه دليل على الترقي إلى المنازل العليا والمراتب السنية. ومن رأى قاضياً مجهولا فإن القاضي المجهول يؤول بالباري عز وجل ونفاذ حكمه لقوله تعالى (والله يحكم لا معقب لحكمه) وقوله تعالى (يقص الحق وهو خير الفاصلين). ومن رأى قاضياً وهو يحكم فتعبيره كما رآه. ومن رأى قاضياً وبيده ميزان فإنه يحكم بين الخلق بالحق. ومن رأى قاضياً وهو ينظر إليه بعين العناية والشفقة ويلاطفه بلين الكلام فتعبيره التقرب بالعلماء وعلو الشأن، ومن رأى بخلاف ذلك فإنه حقارة ونقص ومذلة وقلة دين، وقيل رؤيا القاضي المعروف خير وبركة. وإن رأى قاضياً دخل عليه فإن ذلك عز ودولة. وإن رأى قاضياً أجلسه إلى جنبه أو إلى مكان مرتفع فإن ذلك عز وبهاء وشرف وربما دلت رؤيا القاضي على خصومة ومنازعة. وإن رأى المريض أن القاضي أرسل يستدعيه فربما يكون انقضاء أجله. رؤيا العلماء من رأى أنه صار عالما ان كان جاهلا ورأى ان الناس يقبلون قوله ويتبعون كلامه يدل على حقارته في أعين الناس وذكره في أفواههم بما لا يليق، وأما إذا كان عالما ورأى ذلك فإنه يدل على الشرف وعلو القدر. ومن رأى أنه قد حصل له ما ينكر في اليقظة يدل على استهزائهم به. ومن رأى عالما قربه أو أجلسه أو كلمه كلاما يفيد استماعه فإنه حصول خير ومنفعة. ومن رأى عالما والناس يشتغلون عليه ويستفيدون منه فإنه معدن تقصده الناس ويحصل منه منفعة. ورؤيا العالم على أربعة أوجه علو قدر وعز وجاه وقبول وولاية. رؤيا الفقهاء من رأى فقيها عرفه فهو خير وسرور وإن لم يعرفه فهو رجل طيب يدخل في ذلك الموضع الذي يرى فيه. ومن رأى أنه صار فقيها وكان أهلا لذلك فإنه حصول عز ورفعة وإن كان من أهل الولايات فلا بد أن يلي ولاية. ومن رأى أنه يلبس ملبوس الفقهاء ان كان من أهله فإنه زيادة في فقه وإن لم يكن كذلك يتلبس بالفقه وطرائفه ويكون قليل المعرفة فيه، وقيل شرف وعز وعظمة، وقيل تحويل من أمر هو فيه إلى غيره. ومن رأى أنه صار فقيها مؤدبا فإنه يتولى وظيفة يحكم فيها. ومن رأى أنه يعلم أحداً من الصبيان فإنه يصير في شيء يستفاد منه. ومن رأى أحد الفقهاء أنه صار غير فقيه فلا خير فيه، وقيل انه يجهل ويترك الفقه. ومن رأى جماعة من الشهود فإنه يدل على حصول رحمة وقيل أمر حق وقيل محاكمة ولا بأس برؤيا الشهود، وإن رأى شيئا بمفرده واحتاج إلى من يشهد له فلم يجد غير واحد فإنه يدل على شروعه في أمر يتم بعضه ولا يتم باقيه. ومن رأى أنه صار شاهداً فإنه يتبع طريق الحق وقيل يشتغل بعلم المغيبات. ومن رأى أن أحداً يشهد زوراً ويشهد هو فإنه حصول ضرر منه لنفسه ولغيره ولا خير في هذه الرؤيا. ومن رأى أحداً من الصوفية ونحوهم فإنه زيادة في الدين. ومن رأى أحداً من الأولياء والصالحين والأبدال والمجاذيب فهو حصول خير وبركة وأمن وقيل خروج من هم وغم إلى فرح وسرور. ومن رأى أنه تزيا بزيهم وكان أهلاً لذلك فإنه خروج من خوف إلى أمن ومن حزن إلى فرح لقوله تعالى (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون). ومن رأى أحداً من المذكورين في هذا الباب وأخبره بأمر فإنه يكون بعينه. ومن رأى جماعة تباحثوا وتجادلوا فإن كانت فرقة منهم يرجح قولها على الأخرى فإن تعبيره بضد القضية. ومن رأى جماعة جمعوا لوليمة فإن كانت الوليمة معروفة فهو خير وعز وبهاء، وإن كانت مجهولة فإنه حصول أمر مكروه، وقيل رؤيا الوليمة تؤول على عشرة أوجه: مولد النبي صلى الله عليه وسلم ورؤيته وزواج ونفاس وختان وصحة من مرض وقدوم غائب وعزاء ميت ووفاء بنذر وضيافة لجماعة. ومن رأى شيئا من مسموعات الفقراء ففيه اختلاف منهم من يقول أنه جيد لاجتماع الفقراء ومنهم من يقال أنه غير جيد لكونه فيه ملاهيا والله أعلم بالصواب.
مُختصر كتاب الاشارات في علم العبارات تأليف خليل بن شاهين الظاهري منتدى قوت القلوب . البوابة