رؤيا السلاطين فمن رأى سلطانا في دار أو دخل مسجداً أو بلداً أو قرية فإنه دليل على حصول مصيبة لأهل تلك الأماكن لقوله تعالى (إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها). ومن رأى أنه يخاصم السلطان أو السلطان يخاصمه فإنه يظفر بحاجته. ومن رأى أن السلطان قطع يده اليمنى فإنه يحلفه. ومن رأى أن السلطان في النزع فإنه يصير محبوساً. ومن رأى أن السلطان خر من مكان مرتفع أو رفسته دابة أو أخذت قلنسوته أو سيفه أو حلق رأسه فإنه عزله أو موته. ومن رأى أنه صار سلطاناً فإن كان أهلاً لذلك أو من أعيان المملكة فإنه عز ودولة، وإن لم يكن أهلاً لذلك فهي حصول مصيبة للرائي. ومن رأى أن السلطان بسط له بساطا فإنه حصول رزق ورفعة وقيل ان كان ممن يليق به السلطنة فلا بد له منها. ومن رأى سلطانا مجهولا في مكان فإن نفسه تغلب عليه. ومن رأى السلطان طلق الوجه مستبشرا فإنه يصيب خيرا بقدر طلاقه الوجه وبشاشته. ومن رأى أنه يستعمله في مستخلصه فإنه يصيب شرفا وذكرا عاجلا. ومن رأى أنه كساه وأعطاه وألبسه تشريفا وأركبه مركوبا فإنه يصيب سلطنة منه وإن كان أهلا لان يتولى وظيفة فلا بد من توليته. ومن رأى أن السلطان أعطاه شيئا من متاع الدنيا فإنه حصول فخر وعز بقدر ما ينسب إليه ذلك العطاء. ومن رأى أن السلطان يعاتبه أو يصاحبه أو كان بينهما كلام فإنه يصلح حاله عنده أو عند غيره من عماله أو من يقوم مقامه من خواصه، وقيل من رأى أنه يجادل معه ويحتج بحجه فإنه يدل على كلامه مع السلطان وإنه يجادل معه بالقرآن ويخاصمه لأن السلطان في اللغة الحجة، ومن رأى أنه يأكل معه أو يطعمه طعاماً فإنه يصيبه من جهته حزن بقدر ما قد أطعمه. ومن رأى أنه معه على فراش فإن كان الفراش معروفاً فإنه يأتيه منه جارية أو يتزوج من عياله ويكون مقامها بقدر سمك الفراش وحسنه وإن كان الفراش مجهولا فإنه يشركه في أمره ويوليه مكانا يحكم فيه أو يكون مقربا عنده. ومن رأى أنه دخل مع السلطان في اللحاف وليس بينهما حائل ينال منه الخير والمال والقدرة على أشياء كثيرة. ومن رأى أنه رديف السلطان على دابة فإنه يسعى بجد السلطان أو يكون خلفا منه وإن كانت الدابة سائرة يكون أقوى في حقه. ومن رأى أنه يمشي وراء سلطان فإنه يقتدي به ويستحسن رأيه بقدر استقامته على أثره. ومن رأى أن السلطان يمشي وراءه فإنه يقتدي به في أموره ويستعمله فيما يكون ناظرا إليه بحيث يكون محموداً عنده. ومن رأى أنه دخل على حريم السلطان أو يخالطهن فإن كان مع ذلك ما يستدل به على بر أو خير فإنه يصيب سلطنة وحظا ومنزلة منه وإن لم يكن عنده شيء من ذلك فإنه يغتاب تلك الحريم أو يدخل في أمرهن بما لا يحل له من الاغتياب. ومن رأى أنه ينكح أحداً منهن فلا خير فيه. ومن رأى أن السلطان نكحه فهو للرائي خير ومنفعة. ومن رأى أنه هو الفاعل فإنه حصول ضرر وغلب ومصيبة. ومن رأى أن السلطان دخل مكانا وليس من شأنه ذلك فانها ذم وهوان وإن كان السلطان صالحاً قيل انه يظهر العدل في ذلك المكان وقيل يظهر فيه الحق لقوله تعالى (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات). ومن رأى أن السلطان أخذ قلنسوته أو أخذ شيئا من ملبوسه فإنه يأخذ ماله وإن كان ذا وظيفة عزل وإن كان من ذوي المعاش فإنه كساد معاشه وذله. ومن رأى أن السلطان ارتفع إلى مكان عال وليس هناك أعلى منه فإنه انتهاء أمره وزوال سلطانه. ومن رأى في السلطان ما يشينه فهو نقص في أبهته وإن رأى ما يزينه فهو ضد ذلك. ومن رأى أن السلطان جلس ليتقاضى أشغال الناس فإنه دليل على أنه ملتفت إلى مصالحهم. ومن رأى أن السلطان نائم فضد ذلك، وقيل رؤيا السلطان تؤول على خمسة أوجه نصرة وحجة ومخاصمة وعز ورفعة وفساد وذلة فيحتاج الأمر في ذلك إلى اعتبار الرائي ومقامه. ورؤيا السلطان تؤول على اثني عشر وجها إمامة وعلم وخطابة وسمعة وحكم وانقياد للحكم ووجاهة وعز ورفعة وتقديم. وقال دانيال عليه السلام من رأى أن السلطان تصرف في الريح فإنه يحكم في الخافقين ويزداد نفاذا. ومن رأى أن السلطان في مكان يكره فإنه حصول غم للسلطان وقيل للرائي. ومن رأى أن السلطان ابتلعته الأرض فتأويله على وجهين قال بعضهم تمكن في ملكه وثبات له وقال آخرون هم وغم وضيق. ومن رأى أن السلطان رقد عليه فلا خير فيه. ومن رأى أنه يكبس السلطان فإن السلطان يستريح بسببه في أمر من الأمور. ومن رأى أنه يتردد إلى السلطان فإنه نسج مودته وقيل حصول خير ومنفعة ومنصب. ومن رأى أن أحداً من جماعة السلطان يتردد عليه في خير فتعبيره نظير ذلك. ومن رأى من يليق بالملك أنه ركب على سيف السلطان فإنه يتولى مكانه وإن لم يكن لائقا يحصل له ضرر وشهرة سيئة. ومن رأى أن السلطان نائم في داره مستريحا فإن كان له حاجة عنده يقضيها، وقيل ان السلطان يحتاج له في أمر، وقيل رؤيا السلطان العادل ما يكون فيه ما يشينه حصول مراد الدنيا والآخرة وهو جيد على كل حال. رؤيا الأمراء من رأى أحداً من الأكابر الكبار أنه انتقل إلى السلطنة وكان لائقا لذلك في الحس والمعنى فربما يصير كذلك وإن لم يكن مناسبا فهو حصول رفعة على كل حال. ومن رأى أنه صار أميرا كبيراً وكان لائقا به فإنه زيادة في أبهة وإن لم يكن لائقا فبلاء ومحنة. ومن رأى أحداً من الأمراء الكبار صار أميرا دون منزلته فلا خير في ذلك الأمير. ومن رأى أحداً من الأمراء أرباب الوظائف فتأويله على ما تقتضيه وظيفته، وإن رأى أنه صار كذلك فتأويله نظيره أيضا، وأما الدوادار فازدياد رزق وقضاء حوائج، وأما رأس نوبة فظفر ونصرة وحكمة، وأما اميراخور فعز ودولة، وأما الخازندار فحصول مالية، وأما شاد الشراب خانه فحصول نعمة وسعة، وأما السلحدار فإنه مكنة، وأما الحماذار فاستقامة في الأشغال ومواظبة، وأما أمير شكار فتخيل وتملق، وأما علم دار يعني أمير علم فخبر خير وقيل سرور، وأما الاستادار فعلى وجهين حصول رزق أو حصول مغرم، وأما استادار الصحبة فحصول بر وحسن عيش، وأما الساقي فحصول منفعة بالأمراء وأما بقية أرباب الوظائف فتعبر على حسب ما يباشرونه ويحتاج في ذلك إلى تأويل ما أول على ما تقدم في الفهرست. ومن رأى أحداً من أرباب الوظائف الدينية فيؤول بالعز والخير. ومن رأى أحداً من أرباب الوظائف الدنيوية فهو على ثلاثة أوجه حصول رزق من جهة الملوك وربما كان رزقا ثابتا فإن من العادة تقرير الأرزاق منهم، وإذا كان الرائي من أهل الفساد فإنه يؤول بالغرامة لأنها تؤخذ على أيديهم وحصول خصومة، وقيل رؤيا الوزير إذا كان على هيئة حسنة فإنه محمود في حقه وضد ذلك يعبر بخلاف ذلك. ومن رأى أنه صار وزيرا وهو منصف فإنه زيادة عز وشرف. ومن رأى أن الوزير أعطاه تشريفا فإن كان أهلا للولاية نالها وإن لم يكن فهو حصول خير ودخول الوزير أو من يناظره يؤول بحصول منكر وحزن الا أن يكون معتادا. والوزير يؤول على أربعة أشياء منها حصول الوزارة لمن كان أهلها إذا رأى عينه صارت قمرا وكذلك إذا رأى دجلة بغداد ورأى ملكا قد شد وسطه أو أعطاه دواة أو رأى أحداً من الصحابة الأربع توجه. رؤيا النواب ومن رأى أحداً من النواب فإنه عز ودولة وربما دلت رؤيا النائب على السلطان لأنه قائم مقامه ويقال في اللغة العامل للنائب وقيل رؤيا النائب تدل على ثبات الأمور لكون تصحيفه كذلك. ومن رأى أن النائب بقى سلطانا فإنه ثبات له وزيادة أبهة وخير عظيم بخلاف ما لو رأى أن السلطان صار نائبا فتعبيره ضده، وتؤول النيابات من اشتقاق اسم المدن كالشام من الطيب وحلب من حلب الرزق وطرابلس من طريان ما هو مسرة وحماة من الحما وصفد من الصفا ويقال غير ذلك والكرك من التحصين، وقيل كفؤ ما يحتاجه لاشتقاق الاسم بالتركي والقدس من التطهير والرحمة وغزة من الغز والهنسا من بهاء سنة ويقاس على ذلك بقية النيابات ويعتبر كما تقدم. رؤيا الحجاب من رأى جماعة من الحجاب أو حاجبا واحدا فلا خير فيه خصوصا إن كان عبوسا، وقيل رؤيا الحاجب تدل على حجب شيء عن الرائي وكان بعض المعبرين يكره تعبيره أي تعبير رؤيا الحاجب من حيث الجملة. وقيل من رأى أنه صار حاجبا وكان دون ذلك ممن يليق به فلا بأس وقيل رؤيا الحاجب حجب شر. والعزل محمود لأرباب الوظائف وثبات في الأمور وقيل التولية على وجهين لمن كان مشكور السيرة في منصبه خير ورفعة ومن كان مذموما يؤول له بالعزل وقيل العزل أمانة وعهد كما ان العهد عزل. رؤيا الولاة من رأى واليا فإنه غلو به وإن رآه يفعل به ما يكره فلا خير فيه وكذلك ان فعل ما يحب معه فإنه لا اعتبار بفعل الظالم ولو كان حسنا وقيل رؤيا الوالي ما لم يكن فيها ما ينكر فلا بأس بها لاشتقاق الاسم من الولاية وقيل من رأى الوالي على هيئة غير محمودة فتأويله هتكه في حق اللصوص. رؤيا جماعة من الحاشية من رأى أحداً من أصحاب الوظائف الدينية فهو خير وبركة ونعمة وإن كان من أصحاب الوظائف الدنيوية فازدياد رزق وتجديد أمر وقيل شروع في مهم وإن كان من أرباب البيوت فتعبيره قريب من شغله مثاله البيا البابية فنظافة وصلافة، والشريدارية أمانة ونظافة، والفراشين ذهاب غم وأنس ما لم يصدر منهم كنس فإن صدر فليس بمحمود وسيأتي بيانه، والركبدارية شجاعة وإقدام وقيل وكذب وإفساد وفلسفة كذلك خدام الاصطبل، وأما الهجانة فعلى وجهين إما بشارة وإما مصيبة، وإما المبردارية والكلانرة فلا خير ولا خيرة وقيل نجاسة في الأثواب، وأما رؤيا الطيور فيأتي تعبيره في بابه وأما رؤيا جماعة المطبخ فكثرة كلام يقع وتعب في طلب الرزق، وأما السقاؤون فديانة وتقي وخصب وربما يعمل عملا حسنا، وأما البوابون فمن رأى أنه صار بوابا ولم يعاين الباب فإنه تقضي حوائجه خاصة والله أعلم بالصواب.
رؤيا الظلمة من رأى ظالما معروفا يفعل أمراً ليس بزين فإنه يدل على اضراره في ظلمه وإن فعل ما يستحسنه الناس فإنه يرجع عن ذلك وقال بعضهم يعبر بالضد. ومن رأى أن ظالما حسنت سيرته فهو عزله عما هو فيه، وإن رأى أن ظلمه زاد تعديه إلى أن بلغ زيادة المبلغ فإنه انتهاء أمر ويكون على شرف النوال وإن رأى أنه هو ظالم فيؤول على ثلاثة أوجه ظلم النفس وظلم الغير وقصور الهمة عن المصالح. ومن رأى أنه ظلم أحداً بعينه فإنه حصول ظفر للمظلوم وكذلك إذا رأى أحداً ظلمه لقوله تعالى (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير). ومن رأى أنه يسأل في ازالة ظلم يدل على أنه مظلوم. وقيل من رأى أن الملك ظلمه فإنه يحتاج اليه فيما يليق به. ومن رأى أنه حصل منهم ظلم في حق أحد من الأعيان فإنه يحصل له منهم ضرر ومعصية. ومن رأى أنه ظلم أحداً ممن هو دونه فإنه يكون مظلوما وإن رأى أنه مظلوما من أحد منهم فضد ذلك. وقال بعض المعبرين من رأى أنه ظلم من سيده فهو حصول منفعة وربما يعتق، وإن رأى أنه هو الظالم فحصول هم وغم وندامة وإن كان المظلوم من رفقته فحصول مضرة من سيده ومشقة، وقال بعض المعبرين اني أكره في المنام رؤيا الظالم المشهور بالظلم والظلمة ولو تأول المنام على أي وجه كان. رؤيا الأعوان من رأى أحداً منهم وعرفه عن أمر يكرهه أو استدعى به للحاكم فلا خير فيه وإن كان مريضاً دل على انقضاء أجله وإن نازع أحداً منهم في أمر أو نازعه فحصول حذر شديد. ومن رأى أنه أبذى لسانه على أحد منهم بفاحشة فإنه يقهر في أمره. ومن رأى من أحد منهم لينا فإنه مكر وخديعة فليكن على يقظة منه. ومن رأى أنه صار من الأعوان أو أحداً من بيته فحصول منفعة. ومن رأى عوانيا مشهورا بالأذى فعلى وجهين قيل حصول غرامة أو انتقام عدو. رؤيا السجانة والجلادة أما السجانة فرؤياهم تدل على هم وغم وضيق واما الجلادة فرؤياهم تدل على حصول المراد سريعا، وأما الضوية فتؤول على أربعة أوجه حكم وحج وسفر وشروع في أمر. ومن رأى الضرابين بالأسواط الفاحشة كالمقارع ونحوه يعده أحد بوعد ويكذب. رؤيا الخفراء وأرباب الادراك والحراس من رأى خفيرا فإنه خفارة خصوصا ان طاف عليه وقيل مطالبة. ومن رأى صاحب درك فنظيره درك وقيل احتواء على أمر مفهوم ومن رأى حارسا فإنه يجد ما يطلبه وقيل رؤيا ذلك جميعه إذا كان فيه ما يدل على الخير فهو جيد والله أعلم بالصواب.
مُختصر كتاب الاشارات في علم العبارات تأليف خليل بن شاهين الظاهري منتدى قوت القلوب . البوابة