بّسم الله الرّحمن الرّحيم موسوعة تفسير الأحلام تأويل الاشارات في علم العبارات تأويل رؤية المعادن والأدوات المصنوعة منها والنار والحطب والفحم والمصابيح والشموع
● [ أولآ تأويل رؤية ] ● المعادن والأدوات المصنوعة منها
تأويل رؤية الفولاذ والحديد أما الفولاذ فإنه يستخرج من خالص الحديد وقد تقدم ما يعمل منه من الأسلحة وتعبيرها، وأما هو في نفسه فتعبيره نظير ما يأتي من ذكر الحديد ولكنه أقوى والمعبرون عبروا الحديد ولم يذكرا الفولاذ لأنه مستخرج منه والحديد شامل لذلك وغيره ونذكره وما يعمل منه. وسئل ابن سيرين عن رؤيا الحديد فقال، وأما الحديد فمعموله خادم، وغير معموله متاع الدنيا بقدر ذلك وطول العمر، ومن رأى أنه يحفر حديدا أو يستخرجه من الحجر فإنه يحصل له مشقة لقوله تعالى ( قل كونوا حجارة أو حديدا ) الآية. ومن رأى أنه يذيب الحديد فإنه يغتاب الناس ويتكلم بكلام قبيح. وقال الكرماني من رأى أنه أصاب حديدا مجموعا فإنه يصيب خيرا من متاع الدنيا وقوة على ما يريد لقوله تعالى ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ). ومن رأى أن الحديد لان له فإنه يصيب ملكا ورزقا واسعا لقوله تعالى ( وألنا له الحديد أن أعمل سابغات ) الآية. ومن رأى أنه يشبك حديدا فإنه يعمل عملا يذكر به لقوله تعالى ( حتى اذا جعله نارا ) الآية، وقيل رؤية سبك الحديد تؤول بوقوعه في ألسنة الناس ويغتابونه بسبب منفعة تحصل له. تأويل رؤية الرصاص والنحاس والقصدير أما الرصاص فإنه يؤول على أوجه. من رأى أنه أصاب رصاصا فإنه يصيب مالا. ومن رأى أنه يذيب الرصاص فإنه يسعى في أمر يحصل منه مكسب. ومن رأى رصاصا في أحمال فإنه يؤول بمال جزيل. وقال جعفر الصادق الرصاص يؤول على ثلاثة أوجه منفعة وخادم ومتاع البيت وتذويب الرصاص اشتغال الناس به. وأما النحاس فإنه يؤول على أوجه، فمن رأى أنه أصاب نحاسا فإنه يصيب خيرا ورزقا وسبك النحاس اصطناع معروف لما فعله الاسكندر من سبك النحاس على سد يأجوج ومأجوج. ومن رأى أنه أصاب نحاسا غير معمول فإنه دخان وهول، وإن كان معمولا فهو من الخدم والنحاس جنس من اليهود والدق على النحاس شهرة اخبار، وقيل المفرغ جنس من النصارى. ومن رأى أن له مفرغا منه يدل على حصول المال ومتاع الدنيا. والقصدير مال وحصول مراد واستعماله حصول فرج وهو في التعبير أجود من الرصاص، وأما ما يعمل منه فأنواع متفرقة على ما يأتي ذكرها مفصلا. تأويل رؤية المرآة والاصطرلاب والميزان والقبان أما المرآة فعلى أوجه. قال ابن سيرين المرآة تدل على الجاه والولاية بقدر عظمها وصفائها. ومن رأى أنه أعطاها لأحد فإنه يدل على ايداع ماله. وقال الكرماني من رأى أنه ينظر في المرآة وهي من حديد ان كانت امرأته حاملا فإنها تأتي بابن يشبه أباه، وإن رأت امرأة أنها تنظر في المرآة وهي حامل فإنها تلد بنتا تشبهها، وإن لم تكن حاملا وهي عقيم فإن زوجها يخاصمها ويضربها، وإن رأى صبي إنه ينظر في المرآة فإنه يحصل له أخت وأن رأى ملك أنه ينظر في المرآة أو عالم فإنه يدل على عزله. وقال جابر المغربي رؤيا الصورة الحسنة في المرآة بشارة وفرح والصورة الغير حسنة غم وهم وحزن. وقال أبو سعيد الواعظ المرآة مختلف فيها فمنهم من قال هي مروءة الرجل ومرتبته على قدر كبر المرآة وجلائها. ومن رأى وجهه فيها فإنها تحسن مروءته، وإن رأى لحيته فيها سوداء مع وجه حسن وهو على هذه الصورة في اليقظة فإنه يتكرم على الناس ويحسن فيهم جاهه في أمر الدنيا، وإن رآها بيضاء فإنه يفتقر ويكثر جاهه ويقوي دينه. فإن رأى في وجهه شعرا أبيض وهو ينتفه ذهب جاهه ودينه ومنهم من قال المرآة امرأة وانكسارها موتها وأن رأى في المرآة فرج امرأة أتاه الفرج، وإن رأى كأنه يجلو مرآة فإنه في أمر يطلب الفرج منه، وإن لم يقدر ان يجلوها لكثرة صدئها فإنه لا يجد الفرج. ومن رأى كأنه ينظر في المرآة فإن لم يكن متأهلا تزوج، وإن كانت له امرأة غائبة قدمت عليه. ومن رأى كأنه ينظر في المرآة من ورائها فإن امرأته ترتكب فاحشة أو يعزل إن كان ذا منصب أو يذهب زرعه إن كان فلاحا. وقال السلمي من رأى أنه أصاب مرآة لم ينظر فيها وجهه فإنه ينال ما يكرهه في جاهه، وإن رآه فيها لا خير فيه، وإن كان صاحب منصب فإنه يرى آخر مكانه. وقيل من رأى أنه ينظر في مرآة من حديد أو صفر أو ما أشبه ذلك وكان متزوجا فإنه يأتيه ولد غلام، وإن لم ينتظر ولدا فإنه يفارق امرأته ويخلفه غيره، وإن كان عزبا او بعد عهده عن النكاح فإنه ينكح امرأة ويلقى وجهه مع وجهها. وقيل من رأى أنه ينظر في مرآة فإنه يذهب همه، وربما يكون أمرا التوى عنه وخفي عليه ولا يدري ما الوجه فيه. وقيل من رأى بيده مرآة صافية فإنه يظفر بحاجته ويصفو وقته، وإذا رأى الصبي المراهق أنه ينظر في مرآة فإنه يبلغ، وإن كانت أمه حبلى فإنها تأتي له بأخ يشبهه. ومن رأى أنه ينظر في مرآة هندية فإنه يموت له ولد ذكر، وإن كانت امرأته حاملا فالذي في بطنها هو الميت، وإن لم تكن حاملا وله أولاد فأصغرهم يموت. وقال جعفر الصادق رؤيا المرآة تؤول على سبعة أوجه امرأة وولد وجاه ونفاذ حكم وصديق وشريك وأمر ظاهر. ومن رأى أحداً مجهولا ناوله مرآة فنظر فيها فإنه يؤول بحصول فرج من جهة قدوم غائب. وأما الذراع فقال جابر المغربي إذا رآه الإنسان بيده فإنه يؤول بشروعه في أمر. ومن رأى أنه يزرع شيئا من المطوى فإنه يؤول بحصول رزق حلال بمقدار ذلك، وإن قاس بذراع يده فإنه يؤول بحصول مال فيه شبهة. وأما الاصطرلاب فإنه يؤول بأصحاب الملوك أو رجل جليل القدر، وربما دل على رجل لم يكن ثابتا في أموره، وربما كان الاصطرلاب تحرير أمر يقصده الناس وانكساره ليس بمحمود. وأما المنشار فإنه يؤول على أوجه قال أبو سعيد الواعظ المنشار رجل يأخذ ويعطي ويسامح. وقال ابن سيرين من رأى أنه قطع قطعة من شجر بمنشار فإنه يؤول بمفارقته لرجل تنسب تلك الشجرة له ويؤذيه، ومن رأى أنه ينشر أحداً من أقربائه بمنشار فإنه يؤزق نظيره من القرابة. وقال الكرماني من رأى أن بيده منشارا أو أعطى له فإنه حصول ولد هذا إذا كان له أولاد، وإن لم يكن فيؤول بحصول دواب من جنس ماله، وإن لم يكن له دواب فإنه يؤول بحصول نظير ما يملك. وقال جعفر الصادق المنشار ولد أو أخت أو أخ أو شريك، ومن رأى أنه يقطع شيئا بمنشار فإنه يظفر بحاجته وقطع الخشب ظفر بالأعداء. وأما الميزان فإنه يؤول بالقاضي، فمن رأى ميزانا جديدا مقوما فإنه يدل على أن يكون في ذلك المكان قاض أو فقيه متدينان وكفة الميزان هي سمع القاضي والدراهم التي بكفة الميزان خصومة عند القاضي وصنج الميزان هي عدل القاضي بين الخصمين. ومن رأى الميزان في حال استقامتها أنها تميل إلى أحد جانبيها فإنه يدل على انصاف القاضي وعدله. ومن رأى أن الميزان ليست بمقومة فإنه يدل على عدم انصاف قاضي ذلك المكان وقلة عدله وخيانته في حكومته. وقال الكرماني من رأى عمود الميزان قد انكسر فإنه يدل على موت قاضي ذلك المكان. وقال جعفر الصادق الميزان على ستة أوجه قاض وعالم وفقيه ومهندس وحكم قيم وحكم معوج. وأما القبان فإنه يؤول برجل سافك الدم وكفة القبان هو استماع خبر العدل والظلم وكثرة الزبانية في حالة المحاكمة. وقال جابر المغربي رؤيا القبان تدل على وكيل القاضي، ومن رأى أن معه قبانا فإنه يدل على أن مصاحبته مع وكيل القاضي لأجل الإعانة في المحاكمة عند القاضي. ومن رأى أنه يقبن في القبان شيئا فإنه يدل على أن وكيل القاضي يعينه في قضيته. ومن رأى أن قبانه قد انكسر فإنه يدل على الخصومة مع وكيل القاضي وترك مصاحبته وصداقته. تأويل رؤية الأدوات المصنوعة من المعادن أما السندان فإنه يؤول بالقوة، وربما كان مالا على قدر ثقله. وقال جعفر الصادق السندان يؤول على خمسة أوجه رجل جليل القدر ومنفعة وقوة وولاية واقبال في الأشغال. وأما المطرقة فإنها تؤول بإنسان جليل قوي، فمن رأى أنه ضرب أحداً بمطرقة فإنه يقهر إنسانا بعناية رجل جليل القدر ويطيعه. وقال الكرماني من رأى أنه يضرب بالمطرقة على السندان ولم يكن حدادا فإنه يدل على نقل حديث بين رجلين جليلي القدر ويغتاب بعضهما عند بعض ويرمي الفتن ويلقي بينهما العداوة. وأما المقراض وهو المقص فإنه يؤول على أوجه، فمن رأى أنه أعطى مقصا أو أصابه أو ملكه أو اشتراه فإن كان له ولد يأتيه آخر، وإن كان له ابنة تأتيه أخرى وكذلك الأخ والأخت والقرابة، وإن كان له دابة أصاب مثلها وهكذا في كل شيء. ومن رأى أنه يقص شيئا بمقص فإنه يظفر بحاجته. ومن رأى أنه يجز صوفا أو شعرا أو وبرا فإنه يجمع مالا بشعره أو بكلامه أو بتنجيمه أو سكينته. ومن رأى أنه يقص شعر رأسه بالمقص أو ظفره أو ملبوسه فإنه دليل الخير. ومن رأى أنه قبض بيده مقصا أو أعطاه له أحد أو اشترى مقصا فإن كان له ولد يرزق أيضاً ولدا مثله، وإن كان له ابنة فيرزق ابنة مثلها، وإن لم يكن له امرأة ولا ولد فيرزقه الله تعالى أخا آخر. ومن رأى أن المقص صار فلقتين فحكمه كذلك. وقال الكرماني من رأى أنه أعطاه أحد مقصا فإن كان له فرس يزداد فرسا آخر، وإن كان له دار يحصل له دار أخرى وكل شيء له يرزق مثله. ومن رأى أنه انكسر مقصه أو رأى مقصا مكسورا فإن تأويله بخلاف ما ذكر. وقال أبو سعيد الواعظ المقراض يؤول برجل قسام، وربما كان مصلحا بين الناس، وقيل من رأى أن بيده مقراضا وهو لا يقص به فإنه يقف في خصومة إلى قاض. وقال بعض المعبرين ربما دل المقص على إنسان يفرق الشمل ويمشي بانقطاع الألفة لما ضرب به المثل بين المقص والابرة قال المقص بلسان الحال للابرة: لأن شيء قيمتي كثيرة في الثمن وأنا موضوع وأنت قيمتك قليلة وأنت مرفوعة فوق الرأس فقالت بلسان حالها له: أنت تمشي بالانفصال وأنا أمشي بالاتصال. وقال جعفر الصادق المقص يؤول على ثلاثة أوجه رجل قسام ورجل صاحب أصل ظاهر ذي منفعة وصديق موافق. وأما المنجل فإنه آلة يحصل منها مال ورزق حسن. فمن رأى منجلا فإنه يدل على حصول آلة يرى منها رزقا وافرا والمنجل يؤول بانسان متعوج في أموره. وقال بعض المعبرين يقوي ذلك المثل السائر بين الناس: إن تقومت كنت سكينا، وإن تعوجت كنت منجلا. وأما الثقالة، فمن رأى أنه وجد ثقالة فإن كانت له امرأة وهي حبلى ولدت بنتا، وإن رأت أمها لها ذلك فإنها تلد بنتا. وقال جابر المغربي من رأى أنه وجد ثقالة أو أعطيها فإنه يشتري جارية أو يقع في يده خادم، وإن رأت امرأة أن ثقالة وقعت من مغزلها فتزول محبتها عن قلب زوجها أو تموت بنتها أو تبطل جميع أشغالها. وأما المسلة فإنها رجل مصلح الأشغال مؤلف بين الناس. وأما الابرة فإنها تدل على طلب صلاح أشغال الرائي، فمن رأى بيده إبرة ويخيط بها فإنه يدل على انتظام أشغال مبددة وتستقيم أحواله وتقضي حوائجه. ومن رأى إبرته انكسرت أو اعوجت فإنه يدل على تعكيس الأحوال وتفرقة الأشغال. ومن رأى أنه أكل إبرة فإنه يدل على حسن عواقب أموره وحصول الفوائد والمرادات. وقال جابر المغربي من رأى أنه قد أعطاه أحد إبرة فإنه يدل على الاجتهاد في صلاح أموره من ذلك الشخص. ومن رأى أنه معه إبرا كثيرة أو اشتراها فإنه يدل على الخير والصلاح في الأشغال. وقال أبو سعيد الواعظ الابرة رجل قوي تقع بسببه الألفة، وإن كان فيها خيط دلت على انتفاع بالألفة. ومن رأى أنه يأكل ابرة يفضي بسره إلى من يصونه. وحكي أن رجلاًأتى ابن سيرين وقال: رأيت كأني أعطيت خمس ابر ليس فيها خرق وابرة فيها خرق فعبر رؤياه بعض أصحاب ابن سيرين فقال الإبر الخمس التي لا خرق فيها خمسة أولاد والابرة التي فيها الخرق ولد غير تمام فولد له أولاد بحسب تعبيره. وقال الكرماني من رأى أنه أصاب إبرة فإن الإبرة لصاحبها سبب وصلاح أمر وجمع شمل فإن كان فيها خيط أو كان يخيط بها يلتئم شأنه ويستجمع من أمره ما كان متفرقا. ومن رأى أن ابرته التي يخيط بها انكسرت وانخرمت أو انتزعت منه فإنه يتفرق شأنه ويفسد أمره. ومن رأى أنها ضاعت منه أو سرقت فإنه لا يتم له ما هو فيه أعني ما في نيته من الأمور ويتفرق شأنه والابرة تدل على المرأة لادخال الخيط فيها. وأما البرد فإنه يؤول على أوجه، وقال ابن سيرين من رأى أن بيده مبردا فإنه يدل على تسهيله الأمور المشكلة، ومن رأى أنه يبرد به حديدا صافيا بمشقة فإنه يدل على تعسير الأمور والخسارة والمبرد الغليظ هو كلام خفي والمبرد الدقيق هو كلام لطيف. ومن رأى أن مبرده انكسر أو ضاع منه فإنه يدل على تعسير أشغاله وتعكيس اصلاحه. وقال جابر المغربي من رأى أنه يبرد حديدا أو نحاسا من آلة بيته ويشتغل به فإنه يدل على حصول الخير منه لخدامه وتقسيم أحوال خدم ذلك البيت بسببه. وأما الجرس فإنه يدل على الصياح والخصومة، وربما كان شهرة أمور، وقيل رجل مؤذ من قبل السلطان. وأما الكلاب فإنه يؤول برجل سيئ الفعال معذب للناس، وربما كان قاطع طريق أو معاونا، ومن رأى أنه كلب شيئا بكلاب وجذبه فإنه يجد من يعاونه. وأما الكلبتان فإنها تؤول بخادم جرئ غني قوي يستخرج من الملوك والأكابر مالا بقوته ويفرقه على الناس، ومن رأى بيده كلبتين قد ضاعت منه فإنه يدل على الخسارة. ومن رأى أنه يستخرج بالكلبتين شيئا من النار فإنه يدل على حصول مال من ملك بقدر ما استخرجه من النار ويكون مقربا عند الملوك. وقال أبو سعيد الواعظ الكلبتان من أعوان السلطان. وأما الساطور فإنه يؤول برجل شجاع يفرق بين الأمور الصعاب ويقضي الحوائج وهو في اليد قوة. وقال أبو سعيد الواعظ الساطور رجل قاطع للخصومة. وأما القتارة فإنها تؤول بصاحب عذاب وتعليق الشيء عليها بلوغ حاجة. وأما القدوم فإنه يؤول بالخادم إن لم يؤمر بأمر لا يفعله، وإذا أمر بأمر يحصل منه خير ومنفعة. ومن رأى أنه يسوي خشبا معوجا بالقدوم فإنه يدل على أنه يتوسط لأحد بالخير ويجنبه طريق الشر. وقال أبو سعيد الواعظ القدوم رجل يجذب الناس إلى نفسه، وقيل امرأة طويلة اللسان سليطة منافرة. وأما المسمار فإنه يؤول على أوجه قيل من رأى أنه أصاب مسمارا فإنه يصيب أخا. ومن رأى أنه يدق مسمارا في حائط فإنه يدل على مسك أخيه في محلة أو بيت دق المسمار في حائطه لأن الحائط في التأويل رجل، وإن دقه في الأرض فإن أخاه يتصل بامرأة لأن الأرض في التأويل امرأة. ومن رأى أنه يدق في ظهره مسمارا فإنه يرزق ولدا يكون جليل القدر ويشتهر اسمه في الآفاق. وقال الكرماني المسمار في كل شيء يدل على الثبات في شرف الدين والدنيا. ومن رأى بيده مسمارا حديدا أو نحاسا أو ذهبا أو فضة أو شبهها مفرغا أو عظما أو خشبا ويدقه في مكان فإنه يدل على وجهين يتزوج امرأة أو يتخذ صديقا. ومن رأى أن المسمار قد استقر واستحكم مكانه فإنه يدل على حصول المراد ونيل الآمال. ومن رأى ضرب المسمار في خشب أو عمود فإنه يدل على طلب صداقة من شخص منافق كذاب أشر. ومن رأى أنه ضرب المسمار في أي شجرة من الأشجار واستقر مكانه فيؤول على جوهرة تلك الشجرة بالصداقة والنكاح والعطاء والمواصلة. وقال جابر المغربي ان كان المسمار من نحاس مفرغ فإنه يدل على عكس الأمور في الأشغال، وإن كان من حديد أو عظم فإنه يدل على القوة وحسن الأحوال. ومن رأى أن بيده مسمارا من حديد وضربه في مكان فإنه يدل على حصول ولد يليق للملكة أو يكون ملكا، وإن لم يكن له أهل فيرزقه الله علما وحكمة، وإن لم يكن من أهل العلم فإنه يحب العلماء والفقهاء وأرباب الدين ويميل إليهم كل الميل. ومن رأى أنه ضرب في الأرض مسمارا من ذهب أو فضة فإنه يستغني ويصير ذا مال بكسبه. وقال أبو سعيد الواعظ المسمار يؤول بالأمير أو بالخليفة ومسمار القبان يؤول بولاية القاضي. وقال جعفر الصادق المسمار يؤول على أربعة أوجه أخ وولد وصديق وزواج. وأما المقلمة فإنها تؤول بالمرأة فتعتبر في حسنها. وأما الفأس فإنه يؤول بالخادم الدون، وربما كان مذكرا. وأما المجرفة فإنها تؤول بالجارية التي تقوم في البيت باصلاحه. وأما الفلوس فإنها تؤول على أوجه. قال ابن سيرين الفلوس تدل على الخصومات والضرب وكثرة القيل والقال. ومن رأى أنه أعطى فلوسا أو وجدناها فإنه يدل على الخصومة مع أحد وإيقاع الفتنة بينهم. ومن رأى أن معه فلوسا كثيرة فإنه يدل على انحصار في الهم والغم وانقباض خاطره. ومن رأى أنه يأخذ الفلوس من بيته ويرميها إلى خارج بيته أو أخذ أحد منه فلوسا فإنه يدل على خلاصه من الهم والغم. وقال جابر المغربي رؤيا الفلوس تدل على الافلاس والفقر والحقارة، وربما دلت رؤيا الفلوس إذا كانت في وعاء على حصول المال. وأما الركاب فإنه يؤول على أوجه إذا كان منفصلا عن السرج يؤول بالولد، وإذا كان متصلا بالسرج فإنه ولد معتمد في جميع الأشغال وأمين لا يخون أمانته، وقال الكرماني من رأى أن ركابه منقوش فيكون ولده متكبرا معجبا بنفسه، وإن كان مطليا فيكون ولده مغترا بمال الدنيا، وإن كان من شبة أو نحاس فيكون ولده قصير الهمة قليل الفهم، وإن كان من حديد يكون ولده قويا شديد البأس. وأما نعل الفرس فإنه يؤول بالمال على أي وجه كان، وقال الكرماني من رأى أن البيطار ينعله مثل ذوات الأربع فإنه يعاقب لأجل ماله. ومن رأى أنه ينعل دوابه فإنه يسافر ويهتم في أشغاله. وأما السلاسل فإنها تؤول بالأعوان وسلاسل القبان تؤول بأعوان القاضي وجملتها في أوعية تؤول بالمال، وأما الزنجير والقيد قد تقدم ذكر، وأما ما يعمل مما ذكر من المعادن مثل الأواني والمواعين وما أشبه ذلك فيأتي تعبيرها في فصولها في الباب الثاني والسبعين، وأما غير ذلك مما يعمل من كل صنف منها هو موافق جنسيته فقد أتينا بكل شيء منه في فصله ومحله وستأتي التتمة إن شاء الله.
فصل في رؤيا النار والشرر قال دانيال من رأى نارا بلا دخان فإنه يتقرب إلى الملوك والسلاطين وتنحل أشغاله المنعقدة وتتيسر أموره الصعاب. ومن رأى أن أحداً ألقاه في النار ولم يحرقه فإنه يؤول على جور السلطان عليه ثم بعد ذلك يرضى عنه سريعا ويحظى ببشارة لقوله عز وجل ( قلنا يا نار كوني بردا وسلاما )، وإن أحرقته النار فإنه يسافر بكره أو يحصل له ضرر أو مرض أو يقع في محنة أو عناء ومصيبة وبلاء، وإن قوى لهب النار الذي أحرق فيها وخرج منها صوت عظيم فإن المحنة والبلاء والمصائب التي اتصلت إليه تكون بسبب السلطان، وإن كانت النار بدخان فتحصيل مال من الأيتام حراما، وإن رمت النار شررا فإنه يحصل له خصومة وقتال بسبب أخذه مال الأيتام. ومن رأى من تلك النار حرارة وحمي فإنه يستغاث به من مكان بعيد أو يحم. ومن رأى أن بيده نارا مشتعلة فإنه يحصل له خير ومنفعة من السلطان. وقال الكرماني من رأى أنه يرمي على الناس نارا فإنه يدل على إلقاء العداوة بين الخلق، وإن رأى تاجر أن النار قد التهبت في دكانه وقماشه ومتاعه فإنه يدل على بيعه الذي يساوي درهما بثلاثة دراهم ولم يشفق على مخلوق. ومن رأى أن النار قد التهبت في بيته فإنه يدل على المصادرة من الملوك والجبابرة، ومن رأى أن النار قد أحرقت ملبوسه فإنه يدل على وقوع الفتنة والخصام مع أقاربه أو يغتم من أجل فقد مال. وقال جابر المغربي إن كانت النار ليس لها لهب ولا ارتفاع شعلة فإنه يدل على الخصومة، وإن كان لها ذلك فإنه يدل على صعوبة الأمراض. ومن رأى نارا قد خرجت من تحت الأرض وارتفعت نحو السماء فإنه يدل على محاربة أهل ذلك المكان مع الباري عز اسمه والعياذ بالله من ذلك الزور وقول الكذب والعصيان. ومن رأى أن النار قد انتقلت من مكان إلى آخر ولم يحصل ضرر فإنه يدل على منفعة له، وإن كان فقيرا استغنى. وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى أن النار تقع من السماء أو من الهوى كالمطر فإنه دليل على البلاء والفتنة وسفك الدم من جهة الملوك والسلاطين والقاء العداوة بينهم وقتل كثير من الناس في هذا المكان. وقال أبو سعيد الواعظ النار في التأويل نوعان نار ضارة ونار نافعة فالنار الضارة كما حكي عن ابن سيرين أنه أتاه رجل فقال رأيت كأن أصل خفي احترق بالنار وأصاب الآخر من النار سفع فقال له لك بأرض فارس ماشية قد أغير عليها فذهب نصفها وأصيب من النصف الآخر شيء يسير فكان كذلك، وأما المظلمة المحرقة فتدل على الحزن والمرض والوباء خصوصا إذا كانت ذات لهب وتدل أيضاً على الخوف، فمن رأى أن النار وقعت في الدور حتى خربت كلها فإنه يقع هناك قتال وتذهب أموالهم والنار في الصحراء حروب وصوت النار صخب وصراخ. ومن رأى كأنه أخذ جمرة من سلطان فإنه ينال مالا حراما من قبل السلطان. ومن رأى كأن بطنه انشق ورأى فيه ناراً فإنه يأكل مال الأيتام ظلما والنار النافعة هي المضيئة وتأويلها للخائف أمن وحظ جيد من السلطان وضوؤها يدل على الشعث وإيقاد النار على باب السلطان ينتفع به الناس. ومن رأى أنه قاعد مع قوم حول النار يأمن ضررها فإنه ينال نعمة وبركة لقوله تعالى ( أن بورك من في النار ومن حولها ). ومن رأى كأن النار اشتعلت بداره ولا دخان لها فإنه يرزق الحج إن شاء الله تعالى، ومن رأى ناراً مضيئة في ليلة مظلمة فإنه يصيب قوة وسروراً وشرفا لقوله تعالى في قصة موسى ( إني آنست ناراً ) فنال قوة وجاها ونبوة، وأما النار المضيئة التي لا دخان فيها فهي للوالي ولاية وللتاجر ربح وللعزب امرأة وشرب النار كلام قبيح من سلطان. ومن رأى أن نارا أصابته فإنه يدل على إنسان قد وعده بشيء وهو يفي بما وعده لقوله تعالى ( النار وعدها الله الذين كفروا ) الآية، ومن رأى كأن دخانا أظله فإنه يصيب حمى لقوله تعالى ( وظل من يحموم ). ومن رأى كأنه قدح نارا ليصطلى بها فإنه يستعين بسلطان قاسي القلب في شدة فقر، وإن رأت امرأة أنها قدحت نارا فانقدحت نار مضيئة فإنها تلد غلاما، واجتماع المقداحة والزناد يدل على ولاية وانتظامها لأن الحجر قساوة والحديد بطش وبأس شديد وانقداح النار من بين حجرين قتال رجلين فاسقين وإطفاؤها تسكين فتنة. وأما إطفاء النار المضيئة في بلد فهو موت رئيسها وفي دار موت قيمتها وقد اختلف في الرماد على ثلاثة أوجه فمنهم من قال إنه لا ينتفع به، ومنهم من قال هو كلام باطل ومنهم من قال أنه مال حرام ومنهم من قال يسعى في أمر السلطان ولا يحصل منه إلا التعب لقوله تعالى ( كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف )، وقيل رؤيا النار المشتعلة حصول مكروه ممن يركن إليه. ومن رأى نارا يأكل بعضها بعضا فإنه يؤول بحصول مصيبة منكبة لملك ظالم في ذلك المكان. ومن رأى نارا صعدت من الأرض إلى السماء فإنه يؤول بأن أهل ذلك المكان عصوا الله ورسوله. ومن رأى نارا أنزلت من السماء على مكان ولم تحرقه فإنه حصول ضعف ووخم لأهل ذلك المكان. ومن رأى نارا وقعت في سلعة فإنها تنفق ويصيب صاحبها خيرا. ومن رأى نارا وقعت في بنيان أو خشب فإنه مصيبة تنزل بأهل ذلك الموضع. ومن رأى أن في بيته لهب نار فإنه إن كان بينه وبين أحد شر ومنازعة فإنهم يصطلحون ويحصل لهم نعمة ويصيرون إخوانا لقوله تعالى ( إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ). ومن رأى أنه أوقد من النار ضوءا ليستأنس به فإنه حصول علم ينظر فيه ويتفكر ويؤنسه ذلك، وإن لم يوقد فإنه لا ينتفع بذلك العلم. ومن رأى نارا أحرقت عضوا منه أو ثوبا فإنه يصيبه ضرر بقدر حرقه أو مصيبة فيمن يعز عليه. ومن رأى نارا عظيمة لا تشبه هذه النار قد أودع وألقى فيها فإنه نجاة ممن يخاف ويحذر. ومن رأى أنه جعل نارا في وعاء وأحرزها لنفسه أو أضاء بها فإنه مال حرام. ومن رأى أنه يطفيء نارا وقد أوقدها لمصلحة ومنفعة فإن ذلك فقره وقد يحصل له في الدنيا ذكر. ومن رأى أنه يطوقها فوق سريره أو تحته وكان مريضا أو مكروبا فهو دليل على فاقته وذهاب كربه. ومن رأى نارا توقد تحت قدر وهي تغلي ولم يعلم ما فيها ثم انطفأت النار وبردت القدر فإن كان مريضا عوفي. ومن رأى شررا يتناثر عليه فإنه يقال فيه ويسمع مكروها وكثرة الشرر مصيبة. ومن رأى أن بيده شعلة من نار فإنه يصيبه سعة من سلطان، وإن كان لها دخان كان في سلطانه ذلك حدث أو هول. ومن رأى شررا وقع في قوم فإنه تقع فيهم العداوة والشحناء. ومن رأى الشرر يأكل ما جاء عليه فإنه كلام وشر ومنازعة أو حرب بين قوم وضرر لهم، ورؤيا الدخان هول عظيم وقتال شديد وحرب، وإن كان مع ذلك الدخان لهب فإنه قتل ذريع يصيب الناس، وإن كان دون لهب فجمع بلا حرب وفتنة بلا قتل. وقال جعفر الصادق رؤيا النار تؤول على ستة وعشرين وجها فتن واشتغال وفساد وتشعب وخصومة وكلام قبيح ومنع المقصود وغضب السلطان وعقوبة ونفاذ وعدم تدبير وعلم وحكمة وطريق الهدى ومصيبة وفزع وحرقة وسلطان وطاعون وبرسام ونفاطات ونصيحة وأمن ومال حرام ورزق ومنفعة. فصل في رؤيا الحطب والفحم والرماد أما الحطب الرطب واليابس منه حرب وخصومة ونميمة وبائعه وحامله يؤولان بالنمامين. وقال الكرماني من رأى أنه يجمع الحطب من الصحراء ومن النابغة وينقله على ظهره فإنه يؤول بالفعل القبيح والحسد والغيبة والنميمة ولكن يعاقب سريعا لقوله تعالى ( حمالة الحطب ). ومن رأى أنه وضع عود حطب أو ثلاثة ليوقد فيها النار فإنه يظهر كلاما حسنا يزيد على مر الساعات. وأما الفحم فمال حرام، فمن رأى أنه وضع الفحم على النار وأوقده فإنه يدل على المعاملة للملك وحصول مال وشرف منه. وقال الكرماني الفحم مال ونعمة من قبل السلطان. ومن رأى أن أعضاءه أو ملبوسه أسود منه فإنه يحصل له من ملك حزن ومشقة، وقيل إن الفحم من الشجر يدل على رجل خطير إن كان مما ينتفع به، وإذا كان مما لا ينتفع به فهو كالرماد. وأما الرماد فمال باطل من قبل السلطان ولا بقاء له، وقيل علم لا نفع فيه، وقيل من رأى أنه أصاب رمادا أو حمله أو جمعه فإنه يحمل باطلا من الكلام والعلم ولا ينتفع به لقوله تعالى "مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد" الآية. وقال جعفر الصادق الرماد يؤول على تسعة أوجه عمل غير مقبول ومال حرام وكلام باطل وخصومة وفسق ومكر وحسرة وندامة وفعل لا خير فيه، وأما الكانون فقد تقدم تعبيره في ذكر العمارات، وأما نار جهنم فقد تقدم ذكرها أيضاً. فصل في رؤيا المصابيح والسراج والفتيلة أما المصباح فإن كان موقودا فإنه يؤول بالتوفيق والعبادة والعز والدولة خصوصا إذا كان المصباح من زجاج والمصباح الذي ليس بموقد فتأويله بخلافه، وإن لم يكن له امرأة فإنه يتزوج بامرأة صالحة جميلة غنية. ومن رأى أنه يشعل قنديل الجامع فإنه يأتي بولد صالح عابد والقناديل الكثيرة تؤول بالدين والتقى وانطفاؤها ضد ذلك. ومن رأى أن في داره قنديلا فانطفأ فإنه يؤول على وجهين فراغ عمره أو موت ولده، وربما كان لصاحب المنزل عزلا. وأما السراج فقال الكرماني هو خادم البيت، وقيل قيمة البيت. وقال جابر المغربي من أوقد السراج من المقدحة إن كان مزوجا يحصل له ولد، وإن كان عزبا فإنه يتزوج أو يشتري جارية، وإن كان له غائب في سفر فإني يأتي بالسلامة. وقال ابن سيرين من رأى سراجا منيرا كثيراً فإنه يؤول بالملك العادل والقاضي المنصف أو عالم زاهد ويكون لأهل ذلك المكان عرس وضيافة ونشاط كبير. وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى بيده سراجا منيرا فإنه يرزق ولدا ويحل له عز ودولة، وإن كان الرائي فاسقا فإنه يرجع إلى الله ويتوب من ذنوبه، وإن كان مشركا يرزق الهداية، وإن كان مسلما يرزق توفيق الطاعة لقوله تعالى ( وسراجا منيرا ) الآية. ومن رأى أن السراج الذي بيده انطفأ فإنه يدل على وفاة ولده ونقص عزه ودولته وعدم توفيق الطاعة. ومن رأى بيده سراجا بفتيلتين موقودتين فإنه يرزق ولدين في بطن واحد. وقال أبو سعيد الواعظ السراج زيادة نور القلب وقوة في الدين ونيل المراد، ومن رأى أنه أوقد سراجا منيرا فإنه يستفيد علما. ومن رأى كأنه يطفيء سراجا بنفخه فإنه يريد أن يبطل أمر رجل بحق ولا يبطله لقوله تعالى ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ). ومن رأى كأنه يمشي بالنهار في سراج فإنه يكون شديد الدين مستقيم الطريقة لقوله تعالى ( ويجعل لكم نورا تمشون به ). ومن رأى أنه يمشي بالليل في سراج فإنه يجتهد. ومن رأى كأن سراجا في داره دخلها سلطان أو عالم أو رزق ابنا مباركا فإن كان له سراج ضوؤه كضوء الشمس فإنه يحفظ القرآن ويفسره. وقال السالمي من رأى أن سراج بيته مضيء قوي صالح فإنه يؤول بصلاح قيم البيت، وإن رآه بخلاف ذلك فتعبيره ضده. ومن رأى أن سراجه طفيء وذهب نوره فإنه يؤول بسوء حال قيم البيت وفقره وتغيير أموره أو قطع ذكره من مكان هو فيه، وربما دل على موته أو موت ولده إذا كان في رؤياه ما يدل على ذلك. ومن رأى بيده سراجا يخاف عليه طفء نوره فإنه يؤول بخوفه على أحد من الموت فإن انطفأ مات ذلك بعينه، وإن لم ينطفيء يكون سالما مدة. ومن رأى أنه يصلح سراجا فإنه يؤول ببشارة سلامة المريض. ومن رأى سراجا صعد به إلى السماء ثم لم يعد فإنه يؤول بصعود روحه إليها وفراغ أجله. وقال جعفر الصادق رؤيا السراج تؤول على أربعة عشر وجها ملك وقاض وولد وعرس وولاية أمر جليل وشرف ودار وسرور وعلم وغنى وعيش طيب وجارية ومنفعة ورؤية كما رأى. وأما المسرجة والمنارة فيأتي ذكر تعبيرهما فيما بعد. وأما الفتيلة فقال الكرماني الفتيلة الموقودة تؤول بالقهرمان الذي يأمر وينهي ويحتاط الناس حوله ويخدمونه ويصل خبره إلى الناس، وإذا كانت غير موقودة فتأويلها بضده. ومن رأى أن الفتيلة اشتعلت بتمامها فإنه يدل على هلاك قهرمان ذلك المكان. ومن رأى أنه أوقد فتائل كثيرة فإنه يحصل منه النفع. فصل في رؤيا الشمع والقناديل والفوانيس والمشاعل أما الشمع فقال ابن سيرين الشمع عز ودولة. ومن رأى في بيته موقودة فإنها تؤول بزيادة العز والنعمة والدولة. ومن رأى في بيته شمعة موقودة والبيت منور بنورها فإنه يدل على حصول نعمة كبيرة في تلك السنة وتكون تجارته رابحة، وقيل يحصل له عيال موفقون. ومن رأى أنه أخذ شمعة موقودة من يد أحد فإنه يدل على حصول العز والقوة من ذلك الرجل. وقال الكرماني من رأى بيده شمعة موقودة فانطفأت فإنها تدل على موت امرأته، وإن لم تكن له امرأة فإنه يدل على تغيير أحواله. ومن رأى أنه كان بيده شمعة موقودة فأطفأها أحد فإنه يدل على أحد يحسد لما هو فيه من النعمة. ومن رأى أن بيده شمعة موقودة ونقص ضوؤها فإنه يدل على نقص نعمته ودولته. ومن رأى بيده شمعة غير موقودة فإنه يدل على حصول شيء قليل مما ذكر. وقال دانيال من رأى بيده أو ببيته شمعة موقودة إن كان له امرأة تلد غلاما، وإن كان عزبا فإنه يتزوج أو يشتري جارية، وإن كان له غائب في السفر فإنه يأتي بالسلامة. ومن رأى في مدينته شموعا كثيرة موقودة فإنه يدل على عدل ملك تلك المدينة وقضاته وأئمته وعلى كثرة الاعراس والأفراح. ومن رأى شموعا كثيرة موقودة في مسجد أو مدرسة فإنه يدل على اشتغال أهل ذلك المكان بالعلوم والطاعات والعبادات، وقال أبو سعيد الواعظ الشمعة ولد سخي وجيه. وأما الشمع فمال حلال يصل إلى صاحبه بعد تعب. وقال جعفر الصادق رؤيا الشمعة تؤول على أربعة عشر وجها ملك وقاض وولد وعرس ونفاذ أمر ورياسة ودار وفرح وعلم وغنى وعيش هنيء وجارية وامرأة وكما رآه الرائي. وأما الفانوس فإنه يؤول بمن يليق به المنصب بحصوله وللعوام بالولد، وربما دل على العز والجاه وطفؤه عزل الحاكم عن منصبه إن عرف صاحبه وإلا فلا خير فيه وكثرة الفوانيس زيادة في الحرمة والابهة، وربما دل على زيادة الدين لضوئه. وأما المشعل فإنه يؤول على أوجه، فمن رأى مشعلا يضيء في برية والناس يتبعون ضوءه فإنه إنسان يحصل به نتيجة، وربما يؤول من معنى الضوء، ورؤياه للحاكم محمودة وطفؤه نظير ما تقدم في الفانوس,
مُختصر كتاب الاشارات في علم العبارات تأليف خليل بن شاهين الظاهري منتدى قوت القلوب . البوابة