منتدى صبايا مصرية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    حكاية ست الحسن والشاطر حسن

    avatar
    صبايا
    Admin


    عدد المساهمات : 2010
    تاريخ التسجيل : 31/10/2014

    حكاية ست الحسن والشاطر حسن Empty حكاية ست الحسن والشاطر حسن

    مُساهمة من طرف صبايا الجمعة أكتوبر 21, 2016 5:05 pm

    حكاية ست الحسن والشاطر حسن Tota10

    بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    حكايات توتة الملتوتة
    حكاية ست الحسن والشاطر حسن
    حكاية ست الحسن والشاطر حسن 1410

    كان في مصر سلطان صاحب عدل وإحسان له وزير عاقل خبير له علم بالأمور والتدبير وكان شيخا كبيرا وله ولدان كأنهما قمران وكان الكبير شمس الدين والصغير نور الدين وكان الصغير أميز من الكبير في الحسن والجمال وليس في زمانه أحسن منه حتى أنه شاع ذكره في البلاد فكان بعض أهلها يسافر من بلاده إلى بلده لأجل رؤية جماله، فأتفق أن والدهما مات فحزن عليه السلطان وأقبل على الوالدين وقربهما وخلع عليهما وقال لهما أنتما في مرتبة أبيكما ففرح وقبلا يديه وعملا العزاء لأبيهما شهرا كاملا ودخلا في الوزارة وكل منهما يتولاها جمعة وإذا أراد السلطان السفر يسافر مع واحد منهما، وفى احدى الليالي وكان السلطان عازما على السفر في الصباح وكانت النوبة لشمس الدين. وبينما الأخوان يتحدثان في تلك الليلة: إذ قال شمس الدين يا أخي اريد أن أتزوج أنا وأنت في ليلة واحدة فقال نور الدين: إفعل يا أخي ما تريد فإني موافقك على ما تقول واتفقا على ذلك. ثم قال شمس الدين: إن قدر الله وتزوجنا في ليلة واحدة وحملت كل من زوجتينا وأراد الله وجاءت زوجتك بغلام وجاءت زوجتي ببنت فنزوجهما لبعضهما لأنهما أولاد عم ، فقال نور الدين: نعم النسب نسبك يا أخي ، فما تأخذ من ولدي في مهر ابنتك ، قال: آخذ من ولدك في مهر ابنتي ثلاثة آلاف دينار ، فإبنتى ليس كمثلها بين البنات . فلما سمع نور الدين هذا الكلام قال: ما هذا المهر الذي اشترطه على ولدي ، أما تعلم أننا إخوان ونحن الإثنان وزيران في مقام واحد ، وكان من الواجب عليك أن تكتفى بألف دينار ، ام انك ترفض ابنى فتغالى فى المهر . فقال له شمس الدين: هذا مهر ابنتى ولا ازوجها إلا بهذا المهر ، فقال نور الدين: وولدى لا يدفع هذا المهر ، ولو عنده من المال مثل قارون ، فقال شمس الدين: والله لا أزوج ابنتي لولدك ولو وزنت ثقلها ذهبا، فلما سمع نور الدين كلام أخيه اغتاظ وقال وأنا لا أزوج إبني إبنتك ، فقال شمس الدين: وأنا لا أرضاه لها بعلا ولولا سفرى مع السلطان لكان لى معك امر اخر ، وعند عودتى لا يكون لى بك صلة . وبات كل واحد منهما في ناحية. فلما أصبح الصباح خرج السلطان للسفر وصحبه الوزير شمس الدين، وأما نور الدين وكان قد بات فى ليلته شديد الحزن ، فلما أصبح قال: لا مقام لى بعد ما حدث ، فصلى الصبح وعمد إلى خزانته وأخذ منها خرجا صغيرا وملأه ذهبا وأمر بعض غلمانه أن يشد له بغلة زرزورية غالية سريعة المشي فشدها ووضع عليها سرجا مذهبا بركابات هندية وعباآت من القطيفة الأصفهانية فسارت كأنها عروس مجلية وأمر أن يجعل عليها بساط حرير وسجادة وأن يوضع الخرج من تحت السجادة ثم قال للغلام: سأذهب للصيد والنزهة خارج المدينة وأبيت ثلاث ليال فلا يتبعني منكم أحد فإن اشعر بضيق فى صدرى . ثم أسرع وركب البغلة وأخذ معه شيئا قليلا من الزاد وخرج من مدينة مصر واستقبل البر فما جاء عليه الظهر حتى دخل مدينة بلبيس فنزل عن بغلته واستراح وأراح البغلة وأكل شيئا وأخذ من بلبيس ما يحتاج إليه وما يعلق به على بغلته ثم استقبل البر يسير فى الليل وينام فى النهار حتى بلغ العريش ، فتزود منها بما يحتاج من زاد وأقام بها يومين حتى استراح وأراح البغلة ، ثم واصل سفره حتى دخل مدينة القدس فنزل عن بغلته وأخرج شيئا أكله ثم وضع الخرج تحت رأسه وفرش البساط ونام في مكانه حتى انتبه من نومه فقام وتجول فى المدينة ، وقضى بها يومين لا يصلى إلا فى المسجد الأقصى ، ثم واصل سفره إلى ان دخل مدينة حلب فنزل في بعض الخانات وأقام ثلاثة أيام حتى استراح وأراح البغلة ثم عزم على السفر وركب بغلته وخرج مسافرا ولا يدري أين يذهب ولم يزل سائرا إلى أن وصل إلى مدينة البصرة عند بزوغ الفجر ، فنزل في الخان الذى وقفت البغلة امامه وأنزل الخرج عن البغلة وفرش السجادة وأودع البغلة بعدتها عند البواب وأمره أن يسيرها فأخذها وسيرها فاتفق أن وزير البصرة كان جالس في شباك قصره فنظر إلى البغلة ونظر ما عليها من العدة المثمنة فظنها بغلة وزير من الوزراء أو ملك من الملوك، فتأمل في ذلك وحار عقله وقال لبعض غلمانه ائتني بهذا البواب. فذهب الغلام إلى الوزير فتقدم البواب وكان الوزير شيخا كبيرا، فقال للبواب من صاحب هذه البغلة وما صفاته، فقال البواب يا سيدي إن صاحب هذه البغلة شاب صغير ظريف الشمائل من أولاد التجار عليه هيبة ووقار. فلما سمع الوزير كلام الحارس قال له: احضره ، فلما رأى الوزير نور الدين قادما اليه نزل من فوق جواده وسلم عليه ورحب به وقال له يا ولدي من أين أقبلت وماذا تريد. فقال نور الدين يا مولاي إني قدمت من مدينة مصر، وكان أبي وزيرا فيها وقد انتقل إلى رحمة الله وأخبره بما جرى من المبتدأ إلى المنتهى بينه وبين اخيه ، فلما سمع الوزير كلامه قال له: اتبعنى ،  فوضع العبيد لنور الدين الخرج عن البغلة والبساط والسجادة، وأخذ الوزير نور الدين معه إلى بيته وأنزله في مكان يليق بمثله وأكرمه وأحسن إليه وأحبه حبا شديدا فالوزير كبير السن وله ابنه وحيدة جميلة وهو يخاف عليها من بعد ويريد ان يختار لها زوجآ يطمئن اليه ، فوجد فى هذا الشاب بغيته ، وانه المناسب لأبنته ، بعد ان وقع حبه في قلبه، فقال الوزير لنور الدين: ارغب ان ازوجك ابنتى وحيدتى على ان تعاهدنى امام الله ان تحافظ عليها وتتقى الله فيها ، فقال نور الدين: واين انا منها يامولاى ، فقال الوزير: قد اخترتك فماذا تقول ، فقال نور الدين: اعاهدك امام الله ان احافظ عليها واكرمها واتقى الله فيها ، ففرح الوزير بذلك وأمر غلمانه أن يصنعوا له طعاما وأن يزينوا قاعة الجلوس الكبرى المعدة لحضور أكابر الأمراء، ثم جمع أصحابه ودعا أكابر الدولة وتجار البصرة فحضروا بين يديه وقال لهم: إن وزيرآ بالديار المصرية رزقه الله ولدين وأنا كما تعلمون رزقني الله بنتا، وقد جاء احدهما وهو نور الدين  وقد اصبح وزبرآ بعد وفاة ابيه وطلب منى ان ازوجه ابنتى وقد استحقت الزواج ، فأحببت أن اعقد له على ابنتي ويدخل بها عندي. فقالوا: نعم ما قلت، وشهدوا على الزواج ، ثم شربوا شراب السكر ورشوا ماء الورود وانصرفوا وأما الوزير فإنه أمر غلمانه أن يأخذوا نور الدين ويدخلوا به الحمام وأعطاه الوزير بدلة من خاص ملبوسه وأرسل إليه الفوط والطاسات ومجامر البخور وما يحتاج إليه فلما خرج من الحمام لبس البدلة فصار كالبدر ليلة تمامه، ثم ركب بغلته ودخل على الوزير ، فقام الوزير له ورحب به وقال له: قم وأدخل هذه الليلة على زوجتك وفي الغد أطلع بك إلى السلطان، وأرجوا لك من الله كل خير فقام نور الدين ودخل على زوجته بنت الوزير هذا ما كان من أمر نور الدين،
    وأما ما كان من أمر أخيه فإنه غاب مع السلطان مدة في السفر، ثم رجع فلم يجد أخاه فسأل عنه الخدم، فقالوا له من يوم سافرت مع السلطان ركب بغلته ، وقال سأغيب يوما أو يومين فإن صدري ضاق ولا يتبعني، منكم أحد. ومن يوم خروجه إلى هذا اليوم لم نسمع له خبرا فتشوش خاطر شمس الدين على فراق أخيه واغتم غما شديدا لفقده وقال في نفسه ما سبب ذلك إلا أني أغلظت عليه في الحديث ليلة سفري مع السلطان فلعله تغير خاطره وخرج مسافرا فلا بد أن أرسل خلفه ثم طلع وأعلم السلطان بذلك فكتب بطاقات وأرسل بها إلى نوابه في جميع البلاد، فذهبت الرسل بالمكاتيب ثم عادوا ولم يقفوا له على خبر ويئس شمس الدين من أخيه، وقال لقد أغظت بكلامي من جهة زواج الأولاد فليت ذلك لم يكن وما حصل ذلك إلا من قلة عقلي وعدم تدبيري. ثم بعد مدة يسيرة خطب بنت رجل من تجار مصر وكتب كتابه عليها ودخل بها وقد اتفق أن ليلة دخول شمس الدين، على زوجته كانت ليلة دخول نور الدين على زوجته بنت وزير البصرة وذلك بإرادة الله تعالى حتى ينفذ حكمه في خلقه وكان الأمر كما قالاه فاتفق أن الزوجتين حملتا منهما وقد وضعت زوجة شمس الدين وزير مصر بنتا لا يرى في مصر أحسن منها فأطلق عليها اسم ست الحسن ، ووضعت زوجة نور الدين، ولدا ذكرا لا يرى في زمانه أحسن منه فأطلق عليه اسم حسن وفي سابع ولادته صنعوا الولائم وعملوا أسمطة لا تصلح إلا لأولاد الملوك،
    اما الوزير فقد وجد ان سنه قد كبر فأراد ان يمكن لنور الدين من الوزارة قبل ان يموت فقد كبر سنه فأخذ معه نور الدين وطلع به إلى السلطان وكان نور الدين فصيح اللسان ثابت الجنان صاحب حسن وإحسان ، فلما تكلم امام السلطان احسن الكلام فقال السلطان لوزيره من هذا الشاب فقال له: انه ابن وزير مصر ووزيرها من بعده وزوج ابنتى ، وهو كما يرى مولاى شاب حكيم لبيب وقد حباه الله بعض من حكمة مولاى السلطان ، وقد صرت شيخا كبيرا وقل سمعي وعجز تدبيري  فإن اكرمنا مولانا السلطان وجعله وزيرآ يعيننى فقد رأيته صاحب رأي وتدبير. فنظر السلطان إليه فأعجبه، واستحسن رأي الوزير بما أشار عليه من تقديمه في رتبة الوزراء فأنعم عليه بها، وأمر له بخلعة عظيمة، وزاد له الجوامك والجرايات إلى أن إتسع عليه الحال وسار له مراكب تسافر من تحت يده بالمتاجر وغيرها وعمر أملاكا كثيرة ودواليب وبساتين إلى أن بلغ عمر ولده حسن أربع سنين، فتوفي الوزير الكبير والد زوجة نور الدين، فأخرجه خرجة عظيمة وأوراه في التراب ثم اشتغل بعد ذلك بتربية ولده فلما بلغ أشده أحضر له فقيها يقرئه في بيته وأوصاه بتعليمه وحسن تربيته فأقرأه وعلمه فوائد في العلم بعد أن حفظ القرآن وما زال حسن يزداد جمالا وحسنا واعتدالا وقد رباه الفقيه في قصر أبيه ومن حين نشأته لم يخرج من قصر الوزارة إلى أن أخذه والده الوزير نور الدين يوما من الأيام وألبسه بدلة من أفخر ملبوسه وأركبه بغلة من خيار بغاله وطلع به إلى السلطان ودخل به عليه فنظر السلطان الى حسن بن الوزير نور الدين فانبهر من حسنه، وطلب من أبيه أن يحضره معه في كل يوم فقال نور الدين: سمعا وطاعة ثم عاد بولده إلى منزله وما زال يطلع به إلى حضرة السلطان في كل يوم إلى أن بلغ الولد من العمر خمسة عشر عاما ثم ضعف والده الوزير نور الدين، فاحضره وقال له يا ولدي أعلم أن الدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء وأريد أن أوصيك وصايا فافهم ما أقول لك وأصغ قلبك إليه وصار يوصيه بحسن عشرة الناس وحسن التدبير. ثم إن نور الدين تذكر أخاه وأوطانه وبلاده وبكى على فرقة الأحباب، وسجت دموعه وقال يا ولدي إسمع قولي فإن لي أخا يسمى شمس الدين، وهو عمك ولكنه وزير بمصر قد فارقته وخرجت على غير رضاه، والقصد أنك تأخذ دوجا من الورق وتكتب ما أمليه عليك فأحضر قرطاسا وصار يكتب فيه كل ما قاله أبوه فأملى عليه جميع ما جرى له من أوله إلى آخره وكتب له تاريخ زواجه ودخوله على بنت الوزير وتاريخ وصوله إلى البصرة واجتماعه بوزيرها. وكتب وصية موثقة ثم قال لولده: إحفظ هذه الوصية فإن ورقتها فيها، أصلك وحسبك ونسبك فإن أصابك شئ من الأمور فاقصد مصر، واستدل على عمك وسلم عليه وأعلمه أني مت غريبا مشتاقا إليه فأخذ حسن ، الرقعة وطواها ولف عليها خرقة مشمعة وخاطها بين البطانة والظهارة وصار يبكي على أبيه من أجل فراقه وهو صغير ومازال نور الدين يوصي ولده حسن  حتى صعدت روحه وفارق الحياة فأقام الحزن في بيته وحزن عليه السلطان وجميع الأمراء ودفنوه ولم يزالوا في حزن مدة شهرين ، فقرر حسن ان يرحل لليحث عن عمه فى مصر وحمل معه كيس به ثلاثة الاف دينار مهر ابنة عمه، وذهب الى المقابر ليودع والده ، فدخل المقبرة ومشى بين القبور إلى أن جلس عند قبر أبيه ، فبينما هو جالس عند تربة أبيه اخذه النعاس فنام ، فلما انتبه وقد اشتدت الظلمة من حوله ، وجد رجلان من الجن واقفآن امامه ، احدهما حسن المنظر والأخر كريه المنظر، فأخذ ينظر اليهما حسن وهو مرعوب ، فقال له الرجل حسن المنظر: ما جاء بك يا ولدى هذه الساعة ، فقال له حسن: كنت ذاهبآ لليحث عن عمى فى مصر ، فحضرت الى المقابر لاودع والدى قبل ان اسافر ، ففال له الجنى حسن المنظر: سأحملك اليه الأن، فقال الجنى الأخر: دعه ، فعندنا ما يشغلنا ، ولكن الجنى حسن المنظر حمل حسن وطار به الى مصر ، والجنى الأخر خلفه يريد ان يخطف حسن ليرده ، وكان الملك قد علم بجمال ست الحسن بنت الوزير شمس الدين فخطبها من أبيها شمس الدين لأبنه. فقال له: يا مولانا السلطان أقبل عذري وارحم عبرتي فإنك تعرف أن أخي نور الدين خرج من عندنا ولا نعلم أين هو، وكان شريكي في الوزارة وسبب خروجه أني جلست أتحدث معه في شأن الزواج فغضب مني وخرج مغضبا وحكى للملك جميع ما جرى بينهما، ثم قال للملك فكان ذلك سببا لغيظه، وقد سمعت أن أخي تزوج بنت وزير البصرة وجاء منها بولد وذلك منذ ثمان عشرة سنة ، فأقسمت ان ازوج ابنتى من ابنه ، وقد ارسلت الى نور الدين ليحضر او يرسل ابنه ، فأعلم منه صدق الخبر ، فإن كان له ولد زوجتها منه ، وان لم يكن له ولد فألأمر بيدى مولاى السلطان ، وابن مولاى السلطان تتمناه كل البنات ، فلما سمع السلطان كلام الوزير غضب وقال له: ان لم تأتينى بأبن اخيك ، تكون قد رفضت ابنى فأزوجها رغما عنك احد عبيدى، ولك سبعة ايام ، فقال شمس الدين: امر مولاى ، وانصرف، ومضت الأيام السبعة ولم يحضر الرسول الذى ارسله شمس الدين فأعد ابنته ست الحسن ليزوجها السلطان لأحد عبيده ، فالسلطان لا يرد كلامه ، وبينما السلطان فى مجلسه ليزوج ست الحسن من العبد الذى اختاره لها ، هبط الجنى بحسن فى قاعة السلطان وقد البسه حلة الأمراء ، وعمامة الأعيان، ولم يحس به احد ، فتقدم حسن فأفسح له الحرس الطريق وقال قائدهم: افسحوا الطريق للأمير ، وتعلق نظر الحاضرين بحسن ، ثم تقدم الى السلطان وقدم له التحية ثم قال: قد منى علي الرحمن واسعدنى الزمان بالوقوف بين يدى مولاى السلطان ، فقال السلطان: من الأمير ، فقال: من رعايا مولاى ، فأنا حسن ابن نور الدين وزير البصرة وعمى شمس الدين وزير مولاى ، فقال السلطان: اقيموا الأفراح وارسلوا فى طلب العروس ، فوقف حسن وهو فى دهشة من امره ، وقد امر الملك بالعقد له على ست الحسن دون حضور شمس الدين فلما حضر ناوله حسن كيس الدنانير فاخذه منه دون ان يعلم ما بداخله ، فقال السلطان: قد حضر ابن اخيك وزوجته ابنتك ويدخل بها الليلة، فقال شمس الدين والفرحة تغمره والدهشة قد ارتسمت على ملامحه: امر مولاى مطاع ، واقيمت الأفراح على عجل ، وحسن بين مماليك السلطان ، ولم يطالع عمه ولم يطالعه عمه والشموع موقدة تحيط به من كل مكان، وأما بنت الوزير فإنها جالسة تبكي بين المنقشات والمواشط وهي تظن انه يتم زفافها الى احد العبيد ، وحسن قد غير له الجنى ثيابه فالبسه الطربوش والعمامة والفرجية المنسوجة بالذهب وما زال ماشيا في الزينة، ولم يزل على هذا الحال حتى وصلوا إلى بيت الوزير، فردت الحجاب الناس ومنعوهم. ولم يدخل إلا حسن فدخلوا به إلى قاعة الفرح وأجلسوه مكان العريس واصطفت جميع نساء الأمراء والوزراء والحجاب صفين وكل مرأة معها شمعة كبيرة موقدة مضيئة وكلهن على وجوههن النقاب وصرن صفوفا يمينا وشمالا، من تحت المنصة إلى صدر الإيوان الذي عند المجلس الذي تخرج منه العروسة ، فلما نظر النساء الى حسن وما هو فيه من الحسن والجمال، ووجهه يضيء كأنه هلال، اسرعت احداهن الى ست الحسن وابلغتها بجمال زوجها ، اخذت المغنيات يضربنا بالدفوف وأقبلت المواشط وبنت الوزير بينهن، وقد طيبنها وعطرنها وألبسنها وزينا شعرها ونحرها بالحلى والحلل من لباس الملوك الأكاسرة ومن جملة ما عليها ثوب منقوش بالذهب الأحمر وفيه صور الوحوش والطيور وهو مسبول عليها من فوق حوائجها، وكان السلطان قد اعده لها عندما تتزوج من ابنه فأهداه لها عندما تبين له صدق والدها، وفي عنقها عقد يساوي الألوف قد حوى كل فص من الجواهر ما حاز مثله تبع ولا قيصر وصارت العروسة كأنها البدر إذا أقمر في ليلة أربعة عشر، ولما أقبلت كانت كأنها حورية فسبحان من خلقها بهية وأحدق بها النساء فصرن كالنجوم وهي بينهن كالقمر إذا انجلى عنه الغيم وكان حسن جالسا  فلما دخلت القاعة التى بها حسن اسدلت على وجهها ما يحجبه ، ثم جلست فى مكان العروس . فلما فرغوا من الغناء تقدم حسن واخذ عروسه ، ثم اعرس بها فحملت من ليلتها ، دون ان تعرف ان زوجها هو ابن عمها ، وكذلك شمس الدين قد خاف من ان يسأل الملك عن العريس وما هى دلالة صدق كونه ابن عمها ، فاسماه الغريب البصرى من شكل حلته ، هذا ما كان من أمر حسن بدر الدين وست الحسن بنت عمه.
    ● [ للحكاية بقية ] ●

    حكاية ست الحسن والشاطر حسن Fasel10

    الحكايات مقتبسة من الف ليلة وليلة
    إعداد مدير منتدى توتة وحدوتة
    منتدى توته وحدوتة - البوابة
    حكاية ست الحسن والشاطر حسن E110


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 7:20 am