بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم حكايات توتة الملتوتة تكملة حكاية ست الحسن والشاطر حسن
وقبل ان يؤذن للفجر وكان الجنى حسن المنظر قد رحل فخطف الجنى الأخر حسن وحمله وطار به الى ان وضعه على باب من أبواب دمشق الشام ثم تركه وطار. فلما طلع النهار وفتحت أبواب المدينة خرج الناس نظروا اليه وقالوا: شابا مليحا بالقميص والطاقية بلا عمامة وقد قاسى من السهر ، فانتبه حسن فوجد روحه على باب مدينة وعليها ناس فتعجب وقال أين أنا يا جماعة الخير وما سبب اجتماعكم علي وما حكايتي معكم. فقالوا نحن رأيناك عند أذان الصبح ملقى على هذا الباب نائما ولا نعلم من أمرك غير هذا فأين كنت نائما هذه الليلة فقال حسن والله يا جماعة إني كنت نائما هذه الليلة في مصر ، فقد اعرست بها ، فقال واحد هل أنت تأكل حشيشا وقال بعضهم أأنت مجنون كيف تكون بايتا في مصر وتصبح نائما في مدينة دمشق فقال لهم والله يا جماعة الخير لم أكذب عليكم أبدا وأنا كنت البارحة بالليل في ديار مصر وقبل البارحة كنت بالبصرة ، فقال واحد هذا شيء عجيب وقال الآخر هذا شاب مجنون وصفقوا عليه بالكفوف وتحدث الناس مع بعضهم وقالوا يا خسارة شبابه والله ما في جنونه خلاف ثم إنهم قالوا له إرجع لعقلك. فقال حسن كنت البارحة عريسا في ديار مصر فقالوا لعلك حلمت ورأيت هذا الذي تقول في المنام فتحير حسن في نفسه وقال لهم والله ما هذا منام، ثم قام ودخل المدينة ومشى في شوارعها وأسواقها فازدحمت عليه الناس فدخل دكان طباخ وكان ذلك الطباخ رجلا زعيم عصابة فتاب الله عليه من الحرام وفتح له دكان طباخ وكانوا أهل دمشق كلهم يخافون منه بسبب شدة بأسه، فلما نظر الطباخ إلى حسن وشاهد حسنه وجماله وانه قد يكون من وجهاء قومه وقعت في قلبه محبته فقال: من أين أنت يا فتى فاحكي لي حكايتك فإنك صرت عندي أعز من روحي، فحكى له ما جرى من المبتدأ إلى المنتهى. فقال له الطباخ: أن هذا أمر عجيب وحديث غريب ولكن يا ولدي اكتم ما معك حتى يفرج الله ما بك واقعد عندي في هذا المكان وأنا ما لي ولد فأتخذك ولدي فقال له حسن الأمر كما تريد يا عم. فعند ذلك نزل الطباخ إلى السوق واشترى لحسن أقمشة مفتخرة وألبسه إياها وتوجه به إلى القاضي وأشهد على نفسه أنه ولده، وقد اشتهر حسن في مدينة دمشق أنه ولد الطباخ، وقعد عنده في الدكان يقبض الدراهم، وقد استقر أمره عند الطباخ على هذه الحالة. هذا ما كان من أمر حسن، وأما ما كان من أمر ست الحسن بنت عمه فإنها لما طلع الفجر وانتهت من النوم لم تجد حسن الى جوارها فاعتقدت أنه دخل الى الحمام فجلست تنتظره ساعة وإذا بأبيها قد دخل عليها فسألها عنه ، فقالت: اصبحت فلم اجده ، فبحث عنه فلم يجده ، ولما لم يجده قال: لعله عاد الى البصرة لبعض شأنه وسيعود ، فلما سمعت ست الحسن كلام والدها تبسمت وقالت: ننتظر حضوره ان شاء الله ، فهذه عمامته بلفتها على الكرسي ، فأخذها شمس الدين في الحال أخذها وقلبها ولم يكن قد التفت اليها ، فقال: هذه عمامة وزراء الموصل ، ثم نظر إلى الحرز مخيط في طربوشه فأخذه وفتقه فوجد فيه ورقة فقرأها فوجد مكتوب فيها ، هذه عمامة حسن بدر ابن الوزير نور الدين البصري فلما قرأ شمس الدين الورقة صرخ صرخة وخر مغشياً عليه فلما أفاق ، ولم يكن قد فتح كيس المال بعد ، أسرع وفتح الكيس فوجد فيه ثلاثة الاف دينار، قال لست الحسن: ان الغريب البصرى هو ابن عمك نور الدين وتعجب وقال لا إله إلا الله القادر على كل شيء ، والله إنه هو ابن عمك وهذه الثلاثة الأف دينار مهرك فسبحان الله فليت شعري كيف اتفقت هذه القضية، ثم فتح الحرز المخيط فوجد فيه ورقة مكتوباً عليه بخط أخيه نور الدين المصري أبي حسن فلما نظر خط أخيه ثم قرأ الحرز فوجد فيه تاريخ زواجه بنت وزير البصرة وتاريخ دخوله بها وتاريخ عمره إلى حين وفاته وتاريخ ولادة ولده حسن فتعجب واهتز من الطرب وقابل ما جرى لأخيه على ما جرى له فوجده سواء بسواء وزواجه وزواج الآخر موافقين تاريخياً ودخولهما بزوجتيهما متوافقاً وولادة حسن ابن أخيه وولادة ابنته ست الحسن متوافقين فأخذ الورقتين وطلع بهما إلى السلطان وأعلمه بما جرى من أول الأمر إلى آخره فتعجب الملك وأمر أن يؤرخ هذا الأمر في الحال ثم أقام الوزير ينظر ابن أخيه فما وقع له على خبر فقال والله لأعملن عملاً ما سبقني إليه أحد. أن الوزير أخذ دواة وقلماً وكتب أمتعة وأن الخشخانة في موضع كذا والستارة الفلانية في موضع كذا وكتب جميع ما في البيت، ثم طوى الكتاب وأمر بخزن جميع الأمتعة وأخذ العمامة والطربوش وأخذ معه الفرجية والكيس وحفظهما عنده وأما بنت الوزير فإنها لما كملت أشهرها ولدت ولدا مثل القمر يشبه والده من الحسن والكمال والبهاء والجمال فأسماه جده الوزير عجيب وقطعوا سرته وكحلوا مقلته وسلموه إلى المرضعات وسموه عجيباً فصار يومه بشهر وشهره بسنة، فلما مر عليه سبع سنين أعطاه جده لفقيه ووصاه أن يربيه ويحسن تربيته فأقام في المكتب أربع سنوات ، وفى احد الأيام قال له العريف: ما اسنك ، فقال: أنا اسمي عجيب وأمي ست الحسن وأبي شمس الدين والوزير بمصر فقالوا له والله إن الوزير ما هو أبوك انما هو جدك ، فقال عجيب الوزير أبي حقيقة. فقال له العريف: انما ابوك الغريب البصرى. فلما سمع ذلك الكلام قام من ساعته ووعاد الى والدته ست الحسن وصار يبكي ويقول: اليس ابى هو وزير مصر ، فقالت له: يا ولدي ان اباك وزير البصرة وليس وزير مصر وقد رحل ولا نعلم ان هو ونحن ننتظر عودته ، وبكت وإذا بالوزير دخل. فما نظر إلى بكائها احتر قلبه وقال ما يبكيكما فأخبرته بما حدث من العريف بالكتاب ، فقام الوزير في الحال ومشى حتى طلع إلى الديوان ودخل على الملك وأخبره بالقصة وطلب منه الإذن بالسفر إلى الشرق ليقصد مدينة البصرة ويسأل عن ابن أخيه، وطلب من السلطان أن يكتب له مراسيم لسائر البلاد إذا وجد ابن أخيه في أي موضع يأخذه، ثم بكى بين يدي السلطان فرق له قلبه وكتب مراسيم لسائر الأقاليم والبلاد ففرح بذلك ودعا للسلطان وودعه ونزل في الحال وتجهز في الحال وأخذ ما يحتاج إليه وأخذ ابنته وولدها عجيباً وسافر أول يوم وثاني يوم وثالث يوم حتى وصل إلى مدينة دمشق فوجدها ذات أشجار وأنهار فنزل الوزير من ميدان الحصباء ونصب خيامه وقال لغلمانه نأخذ الراحة هنا يومين فدخل الغلمان المدينة لقضاء حوائجهم. هذا يبيع وهاذ يشتري وهذا يدخل الحمام وهذا يدخل جامع بني أمية ودخل المدينة عجيب هو وخادمه يتفرجان والخادم يمشي خلف عجيب وفي يده سوط لو ضرب به جملاً لسقط ولم يثر. فلما نظر أهل دمشق إلى عجيب وقده واعتداله وبهائه وكماله بديع الجمال وخيم الدلال الطف من نسيم الشمال وأحلى للظمآن من الماء الزلال وألذ من العافية لصاحب الاعتلال فلما رآه أهل دمشق تبعوه وصارت الخلق تجري وراءه تتبعه وتقعد في الطريق حتى يجيء عليهم وينظرونه إلى أن وقف عجيب بالأمر المقدر على دكان أبيه حسن الذي أجلسه فيه الطباخ الذي اعترف عند القضاة والشهود أنه ولده. فلما وقف عليه العبد في ذلك اليوم وقف معه الخدام، فنظر حسن إلى ولده فأعجبه حين وجده في غابة الحسن فحن إليه فؤاده وتعلق به قلبه وكان قد طبخ حب رمان محلي بلوز وسكر، فأكلوا سواء فقال لهم حسن أنستمونا كلوا هنيئاً مريئاً ثم أن عجيب قال لوالده أقعد كل معنا لعل الله يجمعنا بمن نريد فقال عجيب نعم يا عم حرق قلبي بفراق الأحباب والحبيب الذي فارقني هو والدي ، وقد خرجت أنا وجدي نطوف عليه البلاد فواحسرتاه على جمع شملي به وبكى بكاء شديداً، وبكا والده لبكائه وتذكر فرقة الأحباب وبعده عن والده ووالدته فحن له الخادم، وأكلوا جميعاً إلى أن اكتفوا. ثم بعد ذلك قاما وخرجا من دكان حسن فأحس أن روحه فارقت جسده وراحت معهم فما قدر أن يصير عنهم لحظة واحدة، فقفل الدكان وتبعهم وهو لا يعلم أنه ولده وأسرع في مشيه حتى لحقهم قبل أن يخرجوا من الباب الكبير فالتفت الطواشي وقال له مالك يا طباخ فقال حسن لما نزلتم من عندي كان روحي خرجت من جسمي ولي حاجة في المدينة خارج الباب فأردت أن أرافقكم حتى أقضي حاجتي وأرجع فغضب الطواشي وقال له: ارجع وإلا ضربتك بهذا السوط ضربة لن تقوم بعدها ، فتركهم ورجع إلى الدكان واشتغل ببيع طعامه وصار مشتاقاً إلى والدته التي في البصرة ويبكي عليها ، ثم أن حسن بدر الدين استمر مشتغلاً يبيع طعامه، وأما شمس الدين فإنه أقام في دمشق ثلاثة أيام ثم رحل متوجهاً إلى حمص فدخلها ثم رحل عنها وصار يفتش في طريقه أينما حل وجهه في سيره إلى أن وصل إلى ماردين، والموصل وديار بكر ولم يزل سائراً إلى مدينة البصرة فدخلها فلما استقر به المنزل دخل إلى سلطانها واجتمع به فاحترمه وأكرم منزله وسأله عن سبب مجيئه فأخبره بقصته وأن أخاه الوزير نور الدين، فترحم عليه السلطان وقال ايها الصاحب إنه كان وزيري وكنت أحبه كثيراً وقد مات من مدة خمسة عشر عاماً وخلف ولداً وقد فقدناه ولم نطلع له على خبر غير أن أمه عندنا لأنها بنت وزيري الكبير. فلما سمع الوزير شمس الدين من الملك أن أم ابن أخيه طيبة فرح وقال يا ملك إني أريد أن أجتمع بها فإذن له في الحال، ثم أنه صار يمشي إلى أن وصل إلى قاعة زوجة أخيه أم حسن ابن اخيه نور الدين وكانت في مدة غيبة ولدها قد لزمت البكاء والنحيب بالليل والنهار، فلما طالت عليها المدة عملت لولدها قبراً من الرخام في وسط القاعة وصارت تبكي عليه ليلاً ونهاراً، ولا تنام إلا عند ذلك القبر، فلما وصل إلى مسكنها دخل عليها الوزير شمس الدين، وسلم عليها وأعلمها أنه أخو زوجها وقد أخبرها بما جرى، وكشف لها عن القصة وأن ابنها حسن ، على قيد الحياه وانه قد زوجه ابنته ست الحسن وقد حملت منه وولدت ولداً وهو معي وإنه ولدك وولد ولدك من أبي، فلما سمعت خبر ولدها وأنه حي ورأت أخا زوجها قامت إليه ، ثم إن الوزير أرسل إلى عجيب ليحضره، فلما حضر قامت له جدته واعتنقته وبكت فقال لها شمس الدين ما هذا وقت بكاء بل هذا وقت تجهزك للسفر معنا إلى ديار مصر عسى الله أن يجمع شملنا وشملك بولدك ابن أخي، فقالت سمعاً وطاعة، ثم قامت من وقتها وجمعت جميع أمتعتها وذخائرها وجواريها وتجهزت في الحال ثم طلع الوزير شمس الدين إلى سلطان البصرة وودعه فبعث معه هدايا وتحفاً إلى سلطان مصر وسافر من وقته هو وزوجة أخيه ولم يزل سائراً حتى وصل إلى مدينة دمشق فنزل على القانون وضرب الخيام، وقال لمن معه إننا نقيم بدمشق جمعة إلى أن نشتري للسلطان هداياً وتحفاً ثم قال عجيب للطواشي يا غلام إني اشتقت إلى الفرجة فقم بنا ننزل إلى سوق دمشق ونعتبر أحوالها وننظر ما جرى لذاك الطباخ الذي كنا أكلنا طعامه وقد أحسن إلينا . فقال الطواشي سمعاً وطاعة ثم إن عجيباً أخرج من الخيام هو والطواشي وحركته القرابة إلى التوجه لوالده ودخل مدينة دمشق وما زالا إلى أن وصلا إلى دكان الطباخ فوجداه واقفاً في الدكان وكان ذلك قبل العصر وقد وافق الأمر أنه طبخ حب رمان فلما قربا منه ونظره عجيب حن اليه قلبه، فقال: السلام عليك ، فلما نظر إليه حسن تعلقت أحشاؤه به وخفق فؤاده عليه ، فقال لهما: اجبرا قلبي وكلا من طعامي فو الله ما نظرت إليك أيها الغلام إلا حن قلبي إليك . فقال عجيب والله إنك محب لنا ونحن أكلنا عندك لقمة فلازمتنا عقبها، فلا نأكل لك أكلاً إلا بشرط أن تحلف أنك لا تخرج وراءنا ولا تتبعنا وإلا لا نعود إليك من وقتنا هذا، فنحن مقيمون في هذه المدينة جمعة حتى يأخذ جدي هدايا للملك فقال حسن لك علي ذلك، فدخل عجيب هو والخادم في الدكان فقدم لهما زبدية ممتلئة بحب الرمان ، فقال عجيب كل معنا لعل الله يفرج عنا ففرح حسن وأكل معهم حتى امتلأت بطونهما وشبعا على خلاف عادتهما، ثم انصرفا وأسرعا في مشيهما حتى وصلا إلى خيامهما ودخل عجيب على جدته أم والده حسن ، فقبلته وتذكرت حسن فتنهدت وبكت ثم قالت لعجيب يا ولدي أين كنت، قال في مدينة دمشق فعند ذلك قامت وقدمت له زبدية لعام من حب الرمان ، فلما ذاقها قال: والله يا جدتى لقد اكلنا حب الرمان ولكنه كان اشهى واطعم من هذا ، فقالت لخادم الذى كان مع عجيب: اذا ذهبت الى الطباخ فى الغد فأحضر لى من طعامه ، وأعطته زبدية ونصف دينار فمضى الخادم حتى وصل إلى الدكان وقال للطباخ نحن تراهنا على طعامك في بيت سيدنا لأن هناك حب رمان طبخه أهل البيت فهات لنا بهذا النصف دينار وأدر بالك في طهيه وأتقنه . فضحك حسن وقال والله أن هذا الطعام لا يحسنه أحد إلا أنا ووالدتي وهي الآن في بلاد بعيدة ثم أنه عرف الزبدية وأخذها وختمها بالمسك وماء الورد فأخذها الخادم وأسرع بها حتى وصل إليهم فأخذتها والدة حسن وذاقتها ونظرت حسن طعمها فعرفت طباخها فصرخت: والله ما طبخ هذا إلا ابنى حسن ، وما أحد يطبخه غيره إلا أنا لأني علمته طبيخه فتفوق علي . فلما سمع الوزير كلامها فرح فرحاً شديداً، وقال واشوقاه إلى رؤية ابن أخي أترى تجمع الأيام شملنا وما نطلب الاجتماع به إلا من الله تعالى، ثم إن الوزير قام من وقته وساعته وصاح على الرجال الذين معه وقال يمضي منكم عشرون رجلاً إلى دكان الطباخ فيحضروه ، فلما حضروا وقف امامهم صاحب الدكان وقال: هذا ولدى لما تأخذوه ، ولكنهم ساقوه عنوة ، فأسرع صاحب الدكان وابلغ القاضى وقدم له شهادة ما يثبت انه وله ، والتى سبق وان طلبها من القاضى ، مما اوقع الوزير شمس الدين فى الحرج والحيرة فى امر حسن ، فركب الوزير من وقته وساعته إلى دار السعادة واجتمع بنائب دمشق وأطلعه على الكتب التي معه من السلطان فوضعها على رأسه بعد تقبيلها وقال له: اصحبه فهو لك ، فأمر الوزير بتقيد حسن ليمكنه الخروج به من دمشق دون ان يلاحقه صاحب دكان الطبخ ، وادعى انه قد سرق من مصر والسلطان يطلبه ، فخلوا بينه ولم يتبعه احد ، وحسن يقول في نفسه: يا ترى أي شيء رأوا في حب الرمان حتى صار لي هذا الأمر ، واستمر حسن مقيدا واخفاه الوزير عن امه ختى يتأكد من انه هو الذى تذوج ابنته فقد غيرت السنين ملامحه وكلام صاحب دكان الطخ ادخل الريبة فى نفس الوزير من حسن ، وساروا إلى أن وصلوا إلى مصر وقد نزلوا في الزيدانية فأمر الوزير بفك قيد حسن ودخل المدينة وسار إلى أن دخل بيته ثم الى حجرة عرس حسن بست الحسن ، واخرج حاجات حسن ثم قال له: ضع هذه الأشياء فى مكانها الذى تركتها فيه ، فأوقد حسن الشموع ثم تحط عمامتة في مكانها الذي حطها فيه بيده وكذلك السروال والكيس الذي تحت الطراحة فلما انتهى حسن ، أخرج الوزير الورقة التي كتب فيها أمتعة البيت ثم قرأها فوجد ان الأمتعة فى مكانها ، فقال لابنته ست الحسن: الحمد لله الذي جمع شملك بابن عمك ، ثم نادى على ام حسن فقال لها: انظرى هذا الشاب ، فإنكبت عليه تقبله وتقول: الحمد لله الذى رد على ابنى ، واسرع غريب الى العريف واخذ يقول له: قد حضر ابى ، قد حضر ابى حسن ابن نور الين وزير البصرة ، ثم إن والدته حكت له جميع ما وقع لها بعده، وحكى لها جميع ما قاساه فشكروا الله على جمع شملهم ببعضهم.
الحكايات مقتبسة من الف ليلة وليلة إعداد مدير منتدى توتة وحدوتة منتدى توته وحدوتة - البوابة